الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج القلق والاضطراب والانطوائية مع سوء التأويل والحساسية

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

انا أعاني من نفس مضطربة ونفس كئيبة ومترددة في اتخاذ القرار إذا عزمت على أمر، وكذلك عدم أخذ رأي من نفسي بل بحاجة إلى مساعدة من أقرب قريب، ولو ساعدني بدون طلب مني -يعني من نفسه- تجدني أغضب ولا آخذ برأيه مع أني أثق ثقة كاملة أنه على حق.

أنا أعاني من اكتئاب شديد يسيطر علي يومياً، وبدون سبب، بل تجدني لا أريد أن أتكلم أو أذهب لأي مكان.. الخ. وكذلك أعاني من عقد نفسية في الذهاب إلى المناسبات، هذه مشكلتي.

أتمنى أن أجد حلاً لهذه المشكلة مع أنني لم أذهب إلى عيادة نفسية.

الشكر لله أولاً وأخيراً، ثم لكم ومقدرين جهودكم الجبارة، ولكم مني أجمل تحية.

العمر 26 سنة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ دحوم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيراً على سؤالك.

كما تفضلت فمن الواضح أن العلة الأساسية توجد في شخصيتك، والتي تحمل سمات القلق والاضطراب والانطوائية، وربما سوء التأويل والحساسية أيضاً، وقد نتج عن الاضطراب في شخصيتك الإصابة بالاكتئاب النفسي وكذلك الرهاب الاجتماعي، وعدم القدرة على المواجهة، أرجو أن لا تنزعج أبداً لهذه المسميات، فهي كلها أمور متصلة مع بعضها البعض، ويمكن علاجها، ووسيلة العلاج الأولى هي أن تكون لديك الإرادة للتغير، حيث أنه كما هو معلوم لكل أمر سلبي ما يقابله من الإيجابيات، والنجاح في كثيرٍ من الأحيان تكون بدايته فشل، ومن هنا أنت مطالب بأن تتخلص من تفكيرك السلبي نحو ذاتك، وتبني تفكيراً إيجابياً جديداً، ويمكن أن تستعين في ذلك بالإصرار على المواجهة في حالات الخوف، والعزم وعدم التردد، ومصاحبة الأخيار والصالحين من الناس.

كما أنه توجد علاجات دوائية ممتازة تساعد كثيراً في مثل حالتك، خاصةً إزالة الاكتئاب وسرعة الغضب والرهاب الاجتماعي، والعقار الذي أود أن أصفه لك يعرف باسم (زيروكسات Seroxat) وجرعته هي 20 ملجرام ليلاً لمدة ستة أشهر، والعلاج الآخر يعرف باسم (بوسبار Buspar) وجرعته هي 5 ملجرام ثلاث مرات في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى، هذه الأدوية سليمة وفعالة، وتعمل على تنظيم إفراز المادة التي تعرف باسم سيروتنين في المخ، والتي يعتبر اضطرابها المسبب الأساسي للاكتئاب والتوترات حسبما وصل العلماء لذلك في الآونة الأخيرة.

أخيراً: أرجو أن تفهم ذاتك، وتقبل ذاتك، ثم تسعى لتطويرها، وأن تفكر فيما هو إيجابي وفعال، فذلك سوف يرفع من كفاءتك وصحتك النفسية، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً