الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي عصبي المزاج وقليل الحديث

السؤال

أنا أعاني من الوحدة ولا أجد زوجي لأتكلم معه، هو في عالم وأنا في عالم آخر، أحس بالوحشة حيث أنني لا أريد أن أقول مشكلتي لأحد من أهلي؛ لأنها بالتحديد بسبب زوجي، فهو عصبي المزاج، ولا أستطيع أن أتكلم معه؛ وهو لا يريد أن أحس بأنه لا يحب الكلام معي أبداً، مع العلم أنه لدينا الحمد لله أولاد، وحالتنا جيدة.

أريد بعض التوجيهات والنصائح لإصلاح أوضاعنا في الأسرة.

ولكم الشكر.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بدايةً يسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، ويسعدنا أن نستقبل اتصالاتك في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يصلح ما بينك وبين وزوجك، وأن يمن عليه بالتخلص من تلك الصفات السلبية، وأن يمن عليكم بالدفء الأسرى والحنان العاطفي، وأن يسعدكما في الدنيا والآخرة.

الأخت الكريمة أم أحمد: أتصور أن زوجك ضحية تربية أسرية كان طابعها الصمت وقلة الحديث، وضعف العلاقات الاجتماعية، وإلا فيصعب أن تجدي رجلاً طبيعياً لا يحب الحديث مع أهله ولا يأنس به، لذا أريدك أن تتعاملي مع زوجك من هذا المنطلق، وألا تحملي عليه كثيراً، وأن تحاولي أن تتعاملي مع المشكلة وكأن لا توجد مشكلة وأن الأمر عادي جداً، هذا أولاً.
ثانياً: حاولي أن تبدئيِ أنت الحديث معه، وأن تحاولي البحث عن موضوعات من التي يحبها، وأن تشاركيه الحديث حولها حتى ولو كان الحديث حول الكرة إذا كان يحبها، وليكن هذا الموضوع في الأول قليلاً، ولا تكثري عليه؛ حتى لا يثور أو يمل الحديث معك، وخطوة خطوة سوف يتغير بإذن الله، والأمر يحتاج إلى قدر من الصبر الجميل والنفس الطويل؛ لأن زوجك كما ذكرت لك ضحية تربية أسرية غير اجتماعية، وتغير هذا السلوك يحتاج إلى وقت طويل؛ لأنه تأصل في نفسه منذ صغره ويصعب التخلص منه في وقت قصير.
فتزودي بالصبر وتحلي بالحلم والأناة وسعة الصدر، وإن أعرض عنك في المرة الأولى أو غضب عليك فحاولي مرةً أخرى بعد فترة، وبالصبر والدعاء سوف يصلح حالكم جميعاً، وأذكرك بأن تكوني أنت البادئة بالحديث بهدوء ولطف حول الموضوعات التي يحبها، وأكثري من الدعاء له بظهر الغيب، وسوف يستجيب الله لك، ولن يخيب أملك أو رجاءك فيه، مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد والنجاح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً