الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

متردد في الزواج من فتاة أقل مني في المستوى المادي!

السؤال

السلام عليكم.

تعرفت إلى فتاة، ووجدت بها صفات كثيرة تعجبني، وكنت أتمناها في المرأة التي أريد أن أتزوجها، ولكن طريقة تعرفي على هذه الفتاة جاءت بطريقة غريبة عن طريق الإنترنت، وعلمت أنها أيضاً كانت تبحث عن مواصفات موجودة عندي وتتمناها في الرجل الذي تريد الارتباط به، وأيضاً جاء تعارفها علي وظهوري في حياتها بالصدفة، واستمر الكلام بيننا حتى وصل للحب، مع توافر النية للتقدم لخطبتها.

ولكن يوجد عدة معوقات من الممكن أن تعيق ارتباطي بها، وهي أنها تعيش في مستوى اجتماعي ومادي منخفض جداً، وفي بيئة منخفضة المستوى، ومن الممكن أن يتسبب هذا في رفض أهلي لها.

وأنا لا أعرف ماذا أفعل هل أستمر في علاقتي بها؟ وأتقدم لخطبتها عندما يحين الوقت الذي اتفقنا عليه، أم أعرض عن هذا الأمر؛ نظراً لأن أهلي من الممكن أن يرفضوا المستوى الذي تعيش به؟

وأيضاً إذا أردت أن أسأل عن سلوكها وأسأل عنها، فكيف أفعل ذلك؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه لا يجوز لك الاستمرار في علاقة سرية، ولا ينبغي لكم التمادي مع العواطف، وأرجو أن تكون البداية بأن تخبر أهلك، وتطرق باب أهلها، فإن حصل الوفاق والتوافق فذلك ما نتمناه، وإن كانت الأخرى بقي الاحترام بين الأسر، وثبت الأجر والتوفيق لمن يتقيد بأحكام الشرع الحنيف.

ولا يخفى عليك أن الإسلام لا يرضى بعلاقة في الخفاء، ولا يقبل بعلاقة لا تنتهي بالزواج، وليس من مصلحتك ولا من مصلحتها السير في هذا الطريق الذي لا نعرف نهايته.

وإذا كنت تجد في نفسك ميلاً للفتاة فاطرح الفكرة على أهلك، واجتهد في إقناعهم، واعلم أن الفتاة الفقيرة تنجح مع الشاب الغني غالباً، بخلاف العكس، وكثيراً ما يتزوج الأمراء والكبراء من بنات الفقراء لجمالهن.

ولا شك أن المال والرياش ومظاهر النعيم في الدنيا ما كانت، ولن تكون مقياساً لتقديم الناس على غيرهم، خاصة في ظلال هذا الدين الذي يرفع أقدار المطيعين لله، كيف وقد جاء في كتاب الله: ((إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ))[الحجرات:13].

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأرجو أن تتوقف عن التواصل معها حتى نتمكن من وضع العلاقة في إطارها الشرعي الصحيح، وأرجو أن تجد في الفضلاء والعقلاء والعلماء من يساعدك في إقناع أهلك بوجهة نظرك، ونسأل الله أن يقدر لك ولها الخير.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً