الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إنفاق الزوج أمواله على أسفاره في ظل حاجة زوجته للعلاج

السؤال

السلام عليكم.

زوجي يريد أن يسافر للخارج بغرض السياحة مع صديقه، وعندما عرض علي الموضوع قلت له: من الأولى أن تأخذني معك لأني أعاني مشكلة صحية في عيوني ولم تأخذني للعلاج، فانزعج وقال لي: لا تفتحي معي هذا الموضوع مرة أخرى، فاعتقدت أنه ألغى الفكرة، ولكني اكتشفت أنه يقوم بإجراءات السفر وعازم على ذلك، فانزعجت من هذا الموضوع وأصبحت أبحث له عن الهفوات.

فهل من حقي أن أرفض سفره لأنه ليس بسفر ضروري والنقود التي سيصرفها نحن أحق بها؟ علماً بأن صديقه سوف يذهب على حسابه، وهو ينقص علي في أشيائي الشخصية ومنها الملبس.

فانصحوني وأفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا لا ننصحك بالوقوف في طريقه، وأرجو أن تطالبي بحقوقك بهدوء وفي غير هذا الوقت والظرف، وهذا إذا كانت السياحة آمنة وكان زوجك من أهل الخير والالتزام، لأننا نخاف من ممارسات بعض السياح.

ولا يخفى على أمثالك أن سفرك معه برفقة صديقه قد يحرجه، ولكن طالبيه بسفرة خاصة في وقت آخر من أجل السياحة أو العلاج، ولا تطالبيه بالتقصير في حق أصدقائه إذا كانوا طيبين، وتعاملي معه بمنتهى الحكمة إذا كان في دينهم ضعف، فإن الإساءة لأصدقائه إساءة له، أو هكذا سيفهم في حال الإساءة لهم، وحتى لو كان ينقص عليك في الصرف فهذا الوقت غير مناسب لمناقشة هذا الأمر.

والمرأة العاقلة تعرف متى وكيف تطلب من زوجها، وتثني عليه حتى لو جاء بالشيء القليل، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، مع ضرورة أن تعرفي الأشياء التي تجذبه لأصدقائه، فإن الرجل يحب المكان الذي يجد فيه التقدير والاحترام، وهذا ما تغفل عنه بعض بناتنا وأخواتنا.

ولا شك أن شريعة الله لا تقبل بتقصير الرجل في حق أهله، بل يجعل هذا الدين العظيم أفضل الدنانير أجراً ما ينفقه الرجل على أهله.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، والمواظبة على ذكره وشكره، ونسأل الله الهداية للجميع.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً