الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطبني شاب فرفضتني أمه بسبب اختلاف البلد

السؤال

تعرفت على شخص عن طريق الإنترنت بغرض الزواج، وبعد أن جاء إلى بيتنا وتعرف على أهلي وخطبني من أهلي وتم كل شيء على خير، ووعد أهلي أنه سيأتي مع أهله لنتمم الزواج، ولكن بعدما رجع إلى بلدته تفاجأ أن أمه ليست موافقة على خطبتنا، لأني مغربية، وتطلب منه أن يتركني، علماً بأننا نحب بعضا ولا نقدر أن نترك بعضنا، فماذا أفعل؟!

ساعدوني وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هنادي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الشاب أخطأ عندما كتم الأمر عن أهله ولم يخبرهم منذ البداية، وكنت أتمنى أن يطالبه أهلك بالمجيء بأهله بعد أن يرحبوا به، وننصحك بإيقاف العلاقة تماماً حتى يحسم الأمر مع أهله، وننصح بإكمال المشوار بعد موافقة أهله، وذلك لأن الشاب يصعب عليه أن يسعد مع فتاة ترفضها والدته وأسرته، وسوف يجد نفسه مضطراً للتقصير في حقهم أو حقك، وهذا ما لا ترضاه شريعة الله.

كم تمنينا أن يحرص الشاب والفتيات على عدم إنشاء أي علاقة إلا بعلم الأهل ومشاركتهم، وكان ينبغي أن تكون خطوة المجيء لأهلك أول الخطوات بعد إخطار أسرته؛ لأن البدايات الخاطئة يصعب أن توصل إلى نتائج صحيحة أو مريحة، ومتى كانت المخالفة لشرع الله سبب للسعادة.

من هنا فنحن ننصح كل فتاة تشعر بأن الشاب يميل إليها أن تطالبه بأن يطرق باب أهلها، وأن يأتي البيوت من أبوابها وإذا فعلت الفتاة ذلك ارتفعت قيمتها عند الشاب وعند أهلها ونالت قبل ذلك رضوان ربها، والإسلام العظيم كرم المرأة وأرادها مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة، كما أن ديننا الحنيف لا يقبل بعلاقة لا تنتهي بالزواج ولا يرضى بتعارف بين الذكر والأنثى يحصل في الخفاء فلابد من غطاء شرعي وإعلان للعلاقة.

هذه وصيتي لك بتقوى الله واعلمي أن الحب الحقيقي الحلال يبدأ الرباط الشرعي ويزداد بالتعاون على البر والتقوى، والمشاركة في الطاعات ثباتاً ورسوخاً وقوة، نسأل الله أن يسهل أمركما وأن يقدر لكما الخير ثم يرضيكم به، وأن يجمع بينكما على الخير.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً