الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية تعامل الشريكين مع بعضهما إذا نشب بينهما خلاف

السؤال

إخواني الكرام:
لقد نصرني ربي عز وجل ويسر أمري فساعدني أحد الإخوة وأراد بفضل من الله أن يمولني في التجارة، مع العلم أني أنا وصاحب لي كنا مظلومين عند أحد التجار، فقد كنا عنده موظفين وضحك علينا.
المهم السؤال: فتحنا مؤسسة تجارية، وساعدنا أخ لنا في الله بالمال والحمد لله، صار لنا 3 أشهر من يوم أن فتحنا، وقد ظهر لي أنه تغير صاحبي من أجل سوء الفهم بيننا، وكلما أقول له كلمة يحرفها ويفهمني بالخطأ، ومع ذلك كنت سبب المؤسسة، والآن يتتبع عوراتي وعيوبي، فماذا تنصحوني؟ هل أترك المؤسسة وأذهب إلى بلدي بعدما خسرت الممول المحترم؟ صار صاحبي غليظاً معي، وبالعلم علينا دين من أجل أغراض أخذناها من تاجر آخر، ماذا أفعل ؟ صبرت عليه، فكلما أفعل شيئاً أو أخطئ يعيرني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً، وأبشر بخيرٍ يا عبد الله، فالله لا يحب الظالمين وينصر المظلومين، ونسأله جل جلاله أن يربح تجارتك، وأن يوسع عليك حتى تكون من كبار التجار.

وبالنسبة لما ورد بسؤالك: فأرى والله أعلم أن تجلسا معاً وتناقشا بهدوء الأسباب التي أدت إلى نشوب الخلاف بينكما، وأدت إلى هذه النفرة والحالة الغير مقبولة، فإن استطعتم أن تعرفوا الأسباب، فاتفقا على وضع حل جذري لها، والقضاء عليها، وضعا خطة وطريقة جديدة للتعامل لا تؤدي إلى خلاف مستقبلاً، وتعاهدا معاً على الصدق والمصارحة أولاً بأول؛ حتى لا تتراكم المشاكل فتؤدي إلى نفرة القلوب وتباعد الأبدان، فاتفقا معاً على الصدق والمصارحة، وأن يفاتح كل واحد منكما صاحبه فيما ظهر منه، مع عدم التشدد أو التعنت أو التكبر، وأن تلتزما السلوك الإسلامي الواجب بين الأخ وأخيه، وألا يصدق أي واحد منكما ما يصله عن صاحبه دون بينة، وإنما يراجعه ويسأله حتى يقطع ذنب الشيطان.

هذه هي الطريقة الشرعية المرضية من الله ورسوله، والتي تؤدي إلى دوام المودة والمحبة والوئام في الدنيا والآخرة.

وإذا لم تتفقا على هذا الحل، فأرى أن تجلسا معاً وبهدوء وتقوما بتصفية الشركة، وإعطاء كل ذي حق حقه، على أن تظلا أخوين يحب كل واحد منكما لصاحبه ما يحبه لنفسه كما أمر الشارع الحكيم، وإن صمم على هضم حقك وظلمك، فاترك له ما يطمع فيه، واعلم أنه لم ولن يربح أبداً؛ لأن الله لا يحب الظالمين، أما أنت فسيخلف الله عليك بخير الدنيا والآخرة، مع تمنياتنا لكم بالتوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً