الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأعراض الذهانية وضرورة استمرار الدواء

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
جزاكم الله خيراً على هذه الخدمات.

أبعث لكم بسؤالي هذا لعلي أجد الحل المناسب لأخي إن شاء الله تعالى.
لقد تعرض أخي وهو من مواليد 1972م للسجن في بلاده ليبيا، وحرم من إكمال دراسته الجامعية، وتعرض للكثير من الضغوطات، مما اضطره للهجرة إلى الغرب وبالتحديد إلى هنا إلى سويسرا، وبعد وصوله لسويسرا بحوالي العام والنصف بدأت تظهر عليه أعراض غريبة، مثلاً: بدأ دائماً يكتب ويقول لي إنه يكتب في كتاب يحل به مشاكل العالم، من مشكلة فلسطين مثلاً إلى حل جميع مشاكل الليبيين التي يعانونها بسبب هذا الحكم، من إخراج للمساجين وعودة للمهاجرين وأحلام كثيرة وغيرها.
ثم انتقل إلى مرحلة أخرى: حيث تجده أحياناً يسمع للقرآن ويبكي بحرقة، ثم بدأ ينطوي ولا يأكل ولا يشرب، ويدعي أن الملائكة تمده بالأكل والشرب، وبدأ يتوهم أنه ملهم من الله، وسوف يبعثه لحل مشاكل البشرية، مع العلم أنه قد تعرض لحادثٍ في صغره أصيب على إثره بعرجٍ في رجله اليمنى، فكان أحياناً يقول لي: إن الله عز وجل يبعث له الملائكة وتعمل له عمليات في جميع جسمه، ويقول لي دائماً انظري إلى عظام صدري كيف تتحرك لوحدها وإلى عظام رجلي وإلى وإلى ... إلخ، المهم أنني قلت له أنه مريض فعارض ذلك بشدة، ورفض العلاج، ومع تطور حالته أبلغت المختصين وأخذوه بالقوة إلى مصح نفسي، ومكث هناك شهرين كاملين، وبعد خروجه شعرت ببعض التحسن إلا أنه دائماً حزين ودائماً يقول لي لا أريد أن أكون وحدي، ولذلك نقل أمتعته ومكث عندي في بيتي، وفي الفترة الأخيرة دائماً يقول لي: إنني مريض جسدياً ولا أعرف ماذا بي، فكرت ربما أنني إذا زوجته قد يشعر بالاستقرار ويرتاح نفسياً، مع العلم أنه كلما يشعر بالوحدة يهرع إلى المسجد.
أفيدوني أفادكم الله، ماذا أفعل؟ وهل عندما أزوجه سوف يساهم الزواج في استعادته لصحته؟ مع العلم أنه الآن غير معارض لفكرة الزواج.
أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك.
شكراً لك على مساعدة أخيك، وجزاك الله خيراً لإخراجه إلى المستشفى ووصفك الجميل لمرضه.

أما أخوك فهو يعاني من مرض عقلي (ذهاني) ويتمثل في الشكوك والظنون، ويتوهم العظمة (وقد يكون ذلك من الصعوبات والضغوطات التي مر بها).
وكذلك فأخوك غير مرتبط بالواقع، وتفكيره مضطرب ولا يخضع للمنطق، مثل هذه الأمراض لا تعالج إلا كيميائياً، ولا تعالج بالجلسات النفسية، وإنما يجب أن يخضع للجلسات الكهربائية والأدوية الكيميائية.
وقد لاحظت أن أخاك يرفض العلاج لأنه يفقد الاستبصار بحالته، وقمت أنت بالعمل الصحيح عندما ذهبت به إلى المستشفى.
ويجب أن يستمر أخوك بالعلاج؛ لأنه إذا ترك العلاج قد تتدهور حالته وترجع إلى ما كانت عليه في الماضي.
والزواج ليس هو الحل؛ لأنه شراكة بين اثنين، ولا يمكن إدخال شخص عادي مع غير عادي، وهو يعتبر ظلما للزوجة، وكذلك الذي يُقبل على الزواج يجب أن يكون شخصاً متزنا. ويجب عليك أن تركزي على علاج أخيك وليس على زواجه.
وارجعي إلى الخطوات الأولى التي بدأت منها، سواء في البيت أو في المستشفى (أي معالجته عن طريق الأدوية).
ونسأل الله الشفاء العاجل لأخيك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً