السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تقدم لخطبتي شاب ملتزم، فطلبت أن يكون مهري القرآن، ثم تنازلت إلى نصف القرآن، لكنه رفض واحتج بأنه لن يحفظ القرآن لأجل الزواج مني؛ لأنه يريد أن تكون نيته في حفظ القرآن خالصة لله عز وجل، وطلب أن يكون حفظ القرآن بعد الزواج، فهل أقبل به أم لا؟!

بارك الله فيكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك لكما وعليكما وأن يجزيك عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه لشيء رائع حقاً أن تظل هذه النماذج موجودة بين المسلمين، وأن يظل في الأمة من يذكرنا بسلفنا الصالح المبارك، ولقد سعدنا أكثر بموقف زوجك المتميز الذي يدل على حرص على الخير، ولكن ما دام زوجك لم يقبل عرضك فلك الأجر بالنية، ولو لم يكن صادقاً لاستغل هذه الفرصة وادعى قبول عرضك ثم ساومك بعد ذلك، وأما كونه قد صدقك ولم يكذب عليك أو يستغلك فهذا يدل على حسن خلقه وطيب أصله، خاصة وأن عرضك هذا أصبح لا يوافق الواقع الآن فقد تغيرت القيم والمبادئ لدى كثير من المسلمين، وذهب الزمان الذي كان الناس فيه يقدرون مثل هذه التضحية.

ومن أجل ما سبق ذكره فإننا ننصحك بأن تقبلي بهذا الشاب ولا تترددي، واقبلي منه الصداق الذي يدفعه معظم الناس ولا تشددي، واعلمي أن أكثر النساء بركة أيسرهن أو أقلهن مؤونة، فتوكلي على الله وأبشري بخيري الدنيا والآخرة، نسأل الله تعالى أن يجمع بينكما على الخير وأن يجعله زواجاً مباركا.

والله ولي التوفيق.