الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما رأيكم بالزواج من فتاة لا يحسن أهلها نطق الراء؟

السؤال

السلام عليكم..

الرجاء الإجابة على السؤال: أنا شاب أعزب نفسي متلهفة على الزواج، وأعرف فتاة من بلدي أريد أن أتزوجها، ولكنني متردد لسببين.

الأول: الحياة الصعبة من الناحية المادية.

والثاني: لدى عائلتها (أهلها) أشخاص لا ينطقون حرف الراء، وأنا لدي نفس المشكلة، أما الفتاة فليس فيها عيب.

فهل مشكلة النطق بالحرف تؤثر على النسل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأنت تعرف أهمية الزواج، وتعرف أن الزواج هو من أعظم القيم الإنسانية، هذا الرابط العظيم وهذا الرابط القويم الذي في الأصل يقوم على المحبة وعلى المودة وعلى السكينة وعلى الرحمة.

ونحن سعداء حين نسمع أنك متلهف نحو الزواج؛ لأن الرغبة هي أساس الأمور، ونسأل الله تعالى أن يسهل لك هذا الأمر.

لقد ذكرت صعوبة الزواج من الناحية المادية، فأنا على ثقة كاملة أن اهل الفتاة يعرفون أحوالك المادية وما داموا قد قبلوا بك فأرجو ألا يكون ذلك شاغلاً لك، وأنت تعرف أن الزواج في حد ذاته هو - إن شاء الله تعالى – مفتاح من مفاتيح الخير والبركة وهو - إن شاء الله تعالى – جالب للأرزاق، فيجب أن تتذكر قول الحق عز وجل: ((وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ))[النور:32].

إذن أنت كي تحسن حالتك المادية فعليك بالزواج، وسوف تجد - إن شاء الله تعالى – أن أمورك قد تيسرت، وقد قال سيدنا أبو بكر في هذه الآية: "أطيعوا الله فيما أمركم من النكاح ينجز لكم – أي يفي لكم - بما وعدكم به من الغنى" ثم تلا هذه الآية الكريمة. وكذلك قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه: "عجبت لمن لم يلتمس الغنى في النكاح" أي عجبت لمن لم يطلب الغنى بالزواج، ثم تلا هذه الآية الكريمة. وقد قال صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والناكح يريد العفاف، والمكاتب يريد القضاء)، فأبشر بفرج من الله قريب.

ونحن نتفق معك تماماً أننا نعيش في زمان بكل أسف أصبح لهث الناس وراء المادة وأصبح الإنسان يقيم بما يملكه، لا أقول في جميع المجتمعات ولكن ذلك موجود بكل أسف، فعليك ألا تكترث لذلك تماماً، والمهم أنك صاحب خلق وصاحب دين ولديك طاقات الشباب ويمكنك أن تعمل ويمكنك أن تكسب رزقك. إذن الجانب المادي أرجو ألا يكون شاغلاً لك أبداً.

أما فيما ذكرته بالنسبة أن أهل هذه الفتاة لديهم صعوبة في نطق حرف الراء، فإن هذا غالباً يكون ليس ناتجاً من علة جينية ولكنه ربما يكون نوعاً من التطبع الذي نشأت عليه هذه الأسرة أو يكون لديهم نوع من الربط في اللسان، هذا ربط يحدث في أسفل اللسان، فإن هذه الحالة بسيطة جدّاً يمكن علاجها بعملية جراحية بسيطة ولكن يجب أن تكون هذه الجراحة في أثناء الطفولة.

فأرجو أن تتأكد تماماً أنه لا يوجد أي أثر جيني أو وراثي لكي يظهر هذا العيب لدى الذرية إن شاء الله، وما دامت الفتاة ليس فيها أي عيب فأرجو أيضاً ألا تشغل نفسك بهذا الأمر، وتوكل على الله وأقول لك: إن ذريتك إن شاء الله تعالى لن يظهر عندهم هذا العيب.

أخيراً أسأل الله تعالى أن يسهل لك أمر الزواج، وعليك أن تقدم عليه، وسوف تحس إن شاء الله بالسعادة وبالمعاني الطيبة للحياة، أسأل الله أن يجمع بينكما على خير، وأن ترزقا الذرية الصالحة، وجزاك الله خيراً على تواصلك مع استشارات الشبكة الإسلامية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً