الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أفكر في طلاق زوجتي لأنها تدخن.

السؤال

السلام عليكم.

زوجتي كانت تدخن، وقد اتفقنا قبل الزواج أن تتوقف عن التدخين بعد الزواج، ولكن بعد سبعة أعوام من زواجنا اكتشفت أنها لا زالت تدخن من ورائي، فضربتها وتوترت علاقتنا، وأفكر في الطلاق، فبماذا تنصحوني؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Riadh حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا ندعوك لعدم التسرع في طلاقها، واجتهد في إصلاحها، وتذكر الإيجابيات التي دفعتك لاختيارها، ونسأل الله أن يهديها وأن يلهمكما الرشد والصواب، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.

وأرجو أن تعطيها فرصة وتخبرها عن حكم شرب الدخان وما يترتب عليه من أضرار للمدخنة ولكل من حولها، وإذا حصل لها حمل فسيكون طفلها عرضة لأخطار وتشوّهات وأمراض، بالإضافة إلى ما في شرب الدخان من مخالفة للشرع وضرر على الصحة وضياع للمال.

وقد ذهب أكثر من خمسين طبيباً أمريكياً قبل عشرين سنة في مؤتمر طبي إلى نتائج طالبوا بعدها الدولة بضرورة إغلاق شركات السجائر ومطاردتها أمنياً مثل المخدرات، ولكن الدراسة لم تر النور لأن أصحاب المصالح والأهواء لا يرضون بذلك.

وفي القرآن آيات كثيرة تدل على حرمة الدخان منها قوله تعالى: ( وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ )[البقرة:195]، وقوله تعالى: ( وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ )[النساء:29]، وقوله تعالى: ( وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ )[الأعراف:157]، ووردت أحاديث تنهى عن كل مخدر ومفتِّر، وجاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ( لا ضرر ولا ضرار).

ونحن نتمنى أن تعطيها فرصة لأن مسألة ترك السجائر قد تحتاج لبعض الوقت، وأعتقد أن شهر الصيام فرصة عظيمة ودليل على قوة إرادة المسلم والمسلمة؛ لأن الذي يترك الطعام والشراب قادر على ترك ما سواهما.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بضرورة الصبر على أهلك، واعلم أنك لن تجد امرأة بلا عيوب، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ( لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر )، فإذا كانت زوجتك مصلية ومطيعة لله تعالى في بقية الأشياء الأخرى فسوف يسهل عليك إصلاح الخلل الذي أزعجك، ونسأل الله لكما التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً