الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حالة الخوف والقلق والتوتر المصاحبة لمرض السكر

السؤال

أعاني من ارتفاع السكر ولكن بنسبةٍ خفيفة؛ حيث إنني متحكم فيه، وأيضاً من الكولسترول، ولكنني في كثيرٍ من الأحيان ينتابني خوف مما يؤدي إلى ارتفاع ضربات القلب وبرودة الأطراف، وبعد ذلك يعقبها عرق خفيف بالجبهة وتستقر حالة الخوف.

فأرجو الإفادة هل هي حالة نفسية أم مرض عضوي؟ مع العلم أن تلك الأحاسيس صارت تنتابني بعد وفاة شخصٍ عزيز جداً علي بحالة مفاجئة ودون أي مقدمات.

وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو نواف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

جزاك الله خيراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.

فإن الأعراض التي ذكرتها يمكن أن تكون أعراض قلق ومخاوف بسيطة، ويعرف أن مرض السكر كثيراً ما يكون مصحوباً بالقلق وحتى بالاكتئاب النفسي.

أنت ذكرت أن السكر لديك خفيف، وأنك متحكم فيه، وهذا أمرٌ جميل يجعلنا نكون مطمئنين أن الأعراض ليست ناتجة من تذبذب أو انخفاض أو ارتفاع في مستوى السكر في الدم؛ لأن انخفاض السكر أيضاً قد يؤدي إلى مثل هذه الأعراض وكذلك ارتفاعه قد يؤدي إلى مثل هذه الأعراض، وتوجد أعراض أخرى إضافية.

سيكون من الجميل جدّاً أن تقيس مستوى السكر حين تأتيك هذه الحالة مباشرة، وهذا لمجرد الاطمئنان.

أنا أستطيع أن أقول –وأنا على درجة عالية من اليقين إن شاءَ الله– أن الحالة هي حالة نفسية قلقية بسيطة، ولكن لابد أن نتأكد أيضاً من الجانب العضوي.

الحالة كما ذكرت وتفضلت هي حدثت لك بعد وفاة الشخص العزيز عليك، فنسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لميتكم، ولا شك أن القلق والخوف وعدم الارتياح النفسي ينتج بعد مثل هذه الأحداث.

سيكون من المفيد لك جدّاً أن تمارس الرياضة - خاصة رياضة المشي – فهي تساعد في امتصاص كل أعراض القلق والخوف والتوتر. وعليك أيضاً أن تكون مواجهاً ولا تتجنب أبداً المواقف التي تحس فيها بالخوف والتوتر، وبعد ذلك أقول لك أنه توجد بفضل الله تعالى أدوية قوية وفعالة وممتازة جدّاً لعلاج مثل حالتك، فهنالك عقار يعرف تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram)، فأتصور أنه هو العلاج المثالي لحالتك، فأرجو أن تتناوله بجرعة خمسة مليجرام (نصف حبة) حيث إن الحبة بها عشرة مليجرام، فتناول نصف حبة ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبة كاملة لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

هذا الدواء من الأدوية الفعالة ومن الأدوية الممتازة وهو معالج للقلق وللتوتر، كما أنه سوف يحسن كثيراً من مزاجك - بإذن الله تعالى - .

جزاك الله خيراً وبارك الله فيك، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً