الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصابني الخوف والقلق والعطش وفقدان الشهية بعد العلم بتناول المخدر

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب عمري 21 عاماً، أسكن خارج البلاد العربية، وقد بدأت مشكلتي عندما كنت أسهر مع أصحابي في مطعم، وفي اليوم التالي اتضح لي أن أحد الموجودين وضع لي نوعاً من المخدرات، وأخبروني بأني سأفقد عقلي أو أموت بعد فترة بسبب تلك الحبة، فظللت شهرين لا أستطيع النوم من الخوف والقلق من الموقف الذي حصل، بالإضافة إلى العطش الشديد والدوار وعدم الرغبة في الأكل وارتفاع حرارة الجسم مع ضربات قلب سريعة أحياناً.

وبعدها قمت بالفحوصات فكانت كلها سليمة، ثم تركت العمل والأصدقاء وصرت لا أرغب بالتحدث مع الناس وكأني فاقد القدرة على ذلك، وأتصرف كأني في عالم آخر، ودائماً ألوم نفسي، فهل هذه مشكلة نفسية أم من أثر تلك الحبة التي ذكرتها؟!

أفيدوني وشكراً جزيلاً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن طبيعة الحبة المخدرة التي وضعت لك غير معروفة، ولكن من الاحتمالات الكبرى أنها نوع من (الأنتفينات)، وهي حبوب منشطة ومهلوسة في بعض الأحيان إذا كانت بجرعة كبيرة، وهذه الحبة قد تؤدي إلى شعور بالخوف، كما أنها تؤدي إلى الانقطاع في النوم، ولكن هذا الانقطاع في النوم لا يظل أكثر من ثمان وأربعين ساعة.

وربما تكون البدايات هي من الأثر البيولوجي أو الأثر العضوي للحبة التي تناولتها، ثم بعد ذلك تحول الأمر إلى قلق نفسي حاد يحمل صفات ما يعرف بنوبات الهرع، ولا شك أن الخوف من المجهول قد سيطر عليك، وأصبحت في موضع افتقدت فيه التواؤم والتكيف النفسي، وهذا أدى أو ظهر في شكل هذه الأعراض التي تعاني منها الآن.

فالأمر بدأ بداية عضوية مرضية ولكن بعد ذلك كان استمرارية الأعراض في نظري نفسية المنشأ وليس أكثر من ذلك، فأرجو أن تطمئن وأن تحمد الله تعالى أن أنقذك من هذه الحبة المخدرة، ولا شك أن هذه التجربة تجعلك أكثر يقظة وإدراكاً أن الإنسان يجب أن يكون حذراً، خاصة إذا كان في بلادٍ غريبة أو كان مع أناس ليسوا محط ثقة أو من الذين يعانون من سلوكيات وتصرفات سلبية وغير مؤتمنة.

وأنصحك أن تحاول تناسي هذه الأعراض وتساعد نفسك في الخروج من تلك المحنة، وحاول أن تمارس تمارين رياضية، فالرياضة تساعد كثيراً، وحاول أن تشغل نفسك بما هو مفيد، وحتى تختفي هذه الأعراض تماماً سوف أصف لك دواء بسيطاً يؤدي إلى زوالها إن شاء الله، هذا الدواء يعرف تجارياً باسم (سبراليكس Cipralex)، ويسمى علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram)، فأرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة عشرة مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى عشرين مليجراماً ليلاً - ويفضل تناول الدواء بعد الأكل – واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة مرة أخرى إلى عشرة مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أرجو أن تطمئن، وإن شاء الله بتناولك لهذا العلاج وممارستك الرياضة سوف تختفي هذه الأعراض.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً