الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبحت أكره حياتي بسبب اقترافي للذنوب!

السؤال

أنا فتاة عمري 18 سنة، أصبحت أكره حياتي، حتى أني في بعض الأحيان أتمنى أن أموت، ليس لأني غير راضية عن حياتي الدنيوية من رفاهية ومال، بل لأني غير راضية عن حياتي من الجانب الإيماني، خاصة أن ربي أعطاني كل ما أحتاج، فأنا اقترفت ذنوباً لا أستحق أن تغفر لي، ومع ذلك يغفر لي ربي، والله ثم والله أريد أن أتغير ولكن أحس دائماً بحرب بيني وبين نفسي، وفي الأخير تتغلب علي نفسي.

أرجوكم أريد نصيحة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Fatima حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن إحساسك بالتقصير يعتبر من أول وأهم خطوات تصحيح المسير، ونسأل الله تعالى أن يلهمك رشدك، وأن يجلب لك التوفيق والخير الكثير، وأن يعينك على ذكره وشكره إنه على كل شيء قدير.

واعلمي أنه لا خير في تمني الموت، وخير الناس من طال عمره وحسن عمله، وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن تمني الموت حتى عند حصول الضرر، ثم علّل ذلك بذكر فائدة طول العمر فقد يتوب العاصي، ويستكثر من الخيرات العبد المطيع.

ولا يخفى على أمثالك أن في الشكر حفاظاً على النعم، وسبباً للمزيد؛ ولذلك كانوا يسمون الشكر بالحافظ للنعم، ويسمونه الجالب للمزيد، ومن شكر النعم استخدامها في طاعة الله، كما قالت أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - إن أقل ما يجب على من أنعم الله عليه بنعمة أن لا يستخدم نعم الله في معاصيه، قال تعالى على لسان كليمه موسى: (( رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ ))[القصص:17].

ولا شك أن شعورك بنعم الله وإحساسك بالتقصير طريقٌ صحيحٌ للمحاسبة للنفس، ولكن نريد المحاسبة الإيجابية التي تدفع لمزيد من العمل وتدارك الخلل والتقصير.

ونحن في الحقيقة سعداء بهذه المشاعر ولكننا ندعوك لتحويلها إلى عمل واجتهاد وتوبة لله نصوح.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه ونسأل الله التوفيق والهداية والسداد.
------------------------

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً