الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي شديدة الغضب، فكيف أتعامل معها؟

السؤال

السلام عليكم

مشكلتي أن زوجتي لديها رد فعل غريب، وغضب من نوع غريب؛ حيث إنها إذا غضبت تقوم بالسب والشتم لي، ويمكن (البصق) علي، رغم أنها متدينة، وتربي أولادي أحسن تربية، ونظيفة جداً، من حيث النظافة الشخصية أو البيت، فلا أدري كيف أتعامل معها؟

إذا ضربتها فلن أبقى رجلاً برأيها، وإذا سكت عنها يمكن أن تتمادى، فسؤالي: كيف أتعامل معها؟ وهل أعتبر من الكاظمين الغيظ إذا سكت وتحملتها ولي أجر؟

كيف أتعامل معها وأجعلها لا تسب ولا تشتم، ولا يرتفع صوتها ويصل إلى آخر الحي؟ فالكل يسمع الفضائح التي تؤلفها، رغم أني متعلم بدرجة كافية، ولي مركز مرموق في المجتمع والعمل، وملتزم دينياً، وغير مقصر في بيتي وأولادي، وعند الناس دائماً تفتخر بي، وكل معارفها يحسدونها علي.

أفيدوني، أفادكم الله؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن في زوجتك خيراً كثيراً، وتستحق أن تصبر عليها، ومما يعينك على ذلك تذكرك لفضائلها، وتجنبك لما يجلب غضبها، وعليك بتذكيرها بربها، والسكوت عند توترها، ومرحباً بك وبها، ونسأل الله أن يصلح حالك وحالها.

أرجو أن تجعل بداية التصحيح بالبحث عن أسباب غضبها، فإن معرفة السبب تزيل العجب وتعين بعد - توفيق الله - على إصلاح العطب، فربما كان سبب توترها شدة غيرتها، وقد يكون السبب قسوة تعرضت لها في صغرها، وقد يكون السبب معاناة أمها في حملها أو تعبها عند وضعها، وقد يكون السبب هو مثاليتها الزائدة، وربما كان السبب في عدم فهمك لنفسيتها، وقد يكون هناك أسباب طبية (مرضية).

أما الطريقة المثلى للتعامل معها فتكون بما يلي:

1- الدعاء لها والدعاء لنفسها.

2- تفادي ما يثير غضبها.

3- مناقشتها في لحظات فرحها وسرورها.

4- تخويفها من العواقب وتذكيرها بأن الغضب من الشيطان، وأنه العدو الذي ينال به ما يريده من أهل الإيمان.

5- تذكيرها بمحاسنها وإيجابياتها.

6- ترك المكان والسكوت عند غضبها.

7- عدم الإساءة إليها خاصة أمام أطفالها وأهلها وجيرانها.

8- دعوتها لاستخدام العلاج النبوي للغضب، وذلك باتباع الخطوات التالية:

1-ذكر الله.

2- التعوذ بالله.

3- السكوت.

4- تغيير المكان.

5- تغيير الهيئة، وذلك بأن تجلس إذا كانت واقفة وتتكئ إذا كانت جالسة.

6- الوضوء.

7- الصلاة.

9- تدريب نفسها ولسانها على الأذكار والاستغفار.

10- القراءة عن سير السلف وفضائل كظم الغيظ.

1- مجالسة الصالحات الحليمات الصابرات.

هذه وصيتي للجميع بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونوصيك بزوجتك خيراً، وأنت بلا شك مأجور على صبرك، وأولى من يصبر عليها هي زوجتك، ولا تكتمل العشرة الطيبة إلا بصبرك على الأذى.

قدوتك في ذلك رسولنا صلى الله عليه وسلم، وأي موقف أصعب من تحطيم إناء الطعام أمام الأضياف، ومع ذلك فإن رسولنا صلى الله عليه وسلم ما زاد على أن ابتسم، وقال: (غارت أمكم)! حول الموقف إلى دعابة، ولم يأمرها بجمع الطعام، بل فعل ذلك بنفسه صلى الله عليه وسلم.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً