الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستمرار على الدواء مع عودة حالة القلق والتوتر

السؤال

سلامي لك يادكتور العرب.

لقد أرسلت لك من قبل أني أعاني من القلق والتوتر.....الخ، وإني آخذ فافرين 100 ، وويللبوترين 150 ، وبروثايدين 25 منذ سنتين، وأني والحمد لله شفيت بنسبة 100%، وقلت لي: إني لا أحتاج إلى البروثايدين في الوقت الحالي، ولكن يجب أن أستمر على الباقي، وهذا نفس كلام دكتوري، فقمت بأخذ جرعة البروثايدين يوماً ويوماً لا آخذ، وفي أول عشرة أيام لم أحس بشيء سوى قلة عدد ساعات النوم من 13 ساعة متواصل: إلى 10 و8 ساعات، وفي اليوم الخامس عشر حصلت الكارثة، وهي عودة جميع الأعراض المرضية لي سابقاً دفعة واحدة، وعدم النوم والاكتئاب ....الخ، فما هذا؟ وما الذي حصل؟! فكيف عاد كل شيء على ما كان؟! أنا لا مانع عندي أن آخذ هذه الأدوية طول العمر، ولكني أعرف أن الذي يزيد عن حده ينقلب ضده، بمعنى أني شفيت تماماً، وأني أستمر على نفس العلاج، فماذا بعد العلاج إلا المرض؟! وهل استمراري هذا صح أم لا؟ وإذا كان الجواب بـ(لا) فإن البروثايدين يرفض الانسحاب، فما هي رؤيتك على المدى البعيد؟

أسأل الله أن يجعل لك في كل حرف ثواباً على ما تتكبده من تعب لأجلنا، ويجعل لأولادك نصيبا منه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شريف السيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع موقعك إسلام ويب، وعلى ثقتك في شخصي الضعيف، ونحن نذكر تواصلك السابق معنا تماماً، وأشكرك مرة أخرى على ثقتك واهتمامك بهذا الموقع وثقتك فيما يقدمه.

فالذي أقوله لك هو: إني كنت لا أود مطلقاً أن تحدث لك هذه الانتكاسة والتي سميتها كارثة، وإن شاء الله هي ليست كارثة، هي مجرد تجربة وليس أكثر من ذلك، ورؤيتي لها أنّ لديك الاستعداد للاكتئاب النفسي، وهذا يدل بصورة قاطعة أن حالتك هي حالة بيولوجية، بمعنى أن المرسلات العصبية لديك في وضع يجعل توقف الأدوية عنها يؤدي إلى حدوث خلل، أو عدم انتظام في إفرازها؛ لأن الانقطاع الدوائي أدى إلى تعثر في المسارات الكيميائية الخاصة بالموصلات العصبية، وفي هذه الحالة نحن نقول: على الإنسان أن يستمر على الدواء مهما طالت المدة، ولا خوف من ذلك مطلقاً، فإن هذه الأدوية - بفضل الله تعالى - تتمتع بالسلامة وبالفعالية وممتازة جدّاً، وكما يستمر مريض السكر أو مريض ارتفاع ضغط الدم أو مريض الربو على علاجه لسنوات وسنوات، فنحن نقول أيضاً: في مثل هذه الحالات – حالات الاكتئاب، أو القلق، أو حتى الوساوس التي نشعر أن منشأها عضوي بيولوجي – ننصح بالاستمرار على الدواء، فهذه هي نصيحتي لك، وهي أن ترجع لأدويتك وتتناولها كما كانت، وأنت - الحمد لله - لديك الخبرة الكافية في كيفية وزن وترتيب العلاج الدوائي.

فأنا أقول لك: استمر على الطريقة التي كنت تتناول بها الأدوية حينما كنت في وضع جيد وممتاز، ولا تحس مطلقاً بأي نوع من الأسى، ولا تشعر أبداً بالذنب؛ لأنك تتناول هذه الأدوية، فإن هذه من نعم الله عليك، وهي أدوية سليمة وفاعلة، وما دام حبة أو حبتين أو ثلاث في اليوم، فسوف تكون سبباً في سعادتك وراحتك النفسية والجسدية والاجتماعية، فلماذا تحرم نفسك من هذه النعمة؟ فتوكل على بركة الله، وتناول علاجك واستمر عليه، حتى ولو كان ذلك لسنوات، وأنا مطمئن جدّاً على المدى البعيد أنك - إن شاء الله - سوف تظل في صحة تامة وكفاءة نفسية عالية، وسوف يأتي اليوم الذي تتوقف فيه عن هذه الأدوية؛ لأن هناك نظريات أيضاً تقول: إن المرسلات العصبية يمكن أن يحدث لها نوع من المواءمة والتكيف الذي يجعلها ترتب أوضاعها بنفسها، ولا تكون في حاجة لهذه الأدوية والمؤثرات الخارجية من أجل تنظيمها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك الشفاء والعافية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية هلعاوي

    نتمنى الشفاء العاجل للمسلمين يارب

  • السعودية عبدالله

    نسال الله لك دوام الصحه والعافيه

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً