الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدم لي شخص فقير وأخشى العنوسة

السؤال

السلام عليكم

لست أدري كيف أبدأ؟!.. ولكني مسلمة بفضل الله من فلسطيني 48، التزمت قبل 4 سنوات والحمد لله، بعد أن كنت جاهلة طائشة.

نحن كما تعلمون نعيش مع الإسرائليين اليهود ونتأثر بهم للأسف، والحمد لله الذي هدانا لدين الحق، التزمت مؤخراً بالجلباب، وأحاول قدر الإمكان الالتزام والثبات.

أنا بعمر 30 سنة، لم يتقدم لخطبتي إلا القليل، ولم يكن منهم من هو ملتزم بالدين، ورفضت ذلك دون أي نقاش لأني أؤمن أني لن أسعد إلا مع من يخاف الله ويعرفه.

تقدم لخطبتي إنسان متدين وملتزم، يبلغ من العمر 44عاماً، جاء به إمام مسجد معروف بدينه وخلقه، المشكلة أن العريس إنسان فقير جداً ويسكن مع أمه وأخته التي تبلغ 36 سنة، عمله شحيح ولكنه يحاول العمل ويأخذ بالأسباب.
له أخ متزوج من مسيحية، وإخوته بعضهم ملتزم والأغلب غير ملتزم بتاتا.

أنهيت دراسة 3 سنوات ولم أكمل لظروف معينة، والحمد لله نعيش مستورين وميسوري الحال، أعمل في مساعدة أطفال على الدراسة وهكذا أكسب رزقي من فضل الله.

لكني مديونة بمبلغ كبير كنت أخطط للبدء بتسديده لصديقاتي، وجاء العريس الملتزم الخلوق بظروفه الصعبة، علماً أن بلده بعيدة عن بلدي، ولا توجد لديه رخصة سياقة.

ما يقلقني أن أندم حين لا ينفع الندم، استخرت مرتين، ولكني لم أشعر بشيء محدد، المرة الأولى ارتحت وترددت، والمرة الثانية تعصبت، فكرت بعدها ولم أجد إلا أن أستشيركم لترشدوني ماذا أفعل؟

جزاكم الله كل الخير
ادعو لنا بالتثبيت والإيمان.
أختكم في الله ريم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

إن الفقر ليس عيباً، والمهم في الرجل دينه وخلقه ثم بقدرته على تحمل المسئوليات، والزواج سبب للرزق والخيرات، كما قال ربنا في كتابه (( إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ))[النور:32] ومرحباً بك في موقعك وهنيئاً لك بتوبة الله عليك ونسأل الله لك الثبات والسداد.

لا يخفى على أمثالك أن المرأة لن تجد رجلاً بلا عيوب كما أن المرأة لا تكون خالية من النقائص والعيوب، ولكن إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث، وكفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه.

إذا حصل في نفسك ارتياح للرجل ووجد في نفسه مثل ذلك فاعلموا أن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

قد أسعدني حرصك على صلاة الاستخارة ولا مانع من تكرارها، كما أرجو أن تشاوري العقلاء والفضلاء من محارمك، ولن تندم من تستخير ربها وتستشير إخوانها وأخواتها.

أما بالنسبة للديون المذكورة فاستعيني بالله وحاولي السداد وإذا علم الله منك الصدق والرغبة في أداء الحقوق سهل لك الأمور.

نحن في الحقيقة لا ننصح بكثرة رد الخطاب وخاصة صاحب الدين، والحياة فرص وصاحب الدين عملة نادرة وفي الزواج عون على الالتزام والخير، وأيام العمر تمضي، ولذلك فنحن ندعوك للقبول بطارق الباب المذكور، واعلموا أن الله سبحانه حدد الأرزاق ونحن في بطون الأمهات وما على الإنسان إلا أن يسعى ويبذل الأسباب قال تعالى: (( فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ))[الملك:15]
وعليكم بكثرة الاستغفار فإن الله سبحانه وعد المستغفرين بقوله: (( يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ ))[نوح:11-12]

كما أن الصلاة والدعاء والاستقامة والتقوى مفاتيح للرزق، ونسأل الله أن يقدر لكم الخير وأن يوسع لكم في الرزق وأن يلهكم السداد والرشاد.

وبالله التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً