الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعامل الزوجة تجاه زوجها الذي ينقل خلافاتهما إلى أهله

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد من فضيلتكم الإجابة على سؤالي:

زوجي يخرج المشاكل إلى أهله، وأنا أقول له لم؟ يقول لي أنا هكذا لا أستطيع أن لا أشتكي إلى أهلي، ويهينني بكلام جارح، وعندما أغضب منه يهددني بأنه سوف يتزوج بأخرى، فكيف أتصرف معه؟

بارك الله فيكم.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أم إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن إخراج المشاكل الزوجية يعقدها ويفتح الأبواب للتدخلات السالبة، والإنسان يملك سره فإذا أشاعه أصبح ملكاً لغيره، ونحن في زمان قل أن يجد فيه الإنسان ناصحاً أميناً.

وأرجو أن تجتهدي في تفادي المشاكل من الأصل فإن هذا هو أفضل علاج لما يحصل من الزوج، ومن هنا يتضح لك أن السيطرة على الأوضاع أمر ممكن وميسور ولا شك أن الزوج مخطئ في نقل مشاكل المنزل إلى الخارج فنحن في زمان قل أن يجد فيه الإنسان من يعين على الخير، وأرجو أن لا تعطي الموضوع أكبر من حجمه.

واعلمي أنه لا يوجد بيت ليس فيه مشاكل، ولكن الفرق في طرق التعامل مع الأزمات واختيار الأوقات المناسبة لمعالجتها ومناقشتها، ثم الاستفادة منها وذلك بتفادي أسباب حدوثها مستقبلاً، ومن هنا كانت فكرة تأليف كتاب فوائد المشاكل الزوجية، والعاقل ينتفع من الأخطاء والمؤمن لا يلدغ من الجحر الواحد مرتين.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، والحرص على تفادي المشكلات؛ فإن المشكلة الحقيقية ليست في نقلها لأهلها ولكن الإشكال الحقيقي هو كثرة المشاكل.

ونحن نتمنى أن تجلسي مع زوجك في لحظة صفائه وهدوئه، وتتوددين وتتحببين له، وتثنين على أهله وتذكرينهم بما فيهم من إيجابيات، ثم تذكرين له أن إخراج المشاكل خارج إطار البيت يزيد من تعقيدها، وقد تتوسع دائرتها فيفرح بعض الناس بذلك، وهذا واقع في دنيا الناس، واتفقا على أن تحلا مشاكلكما بأنفسكما، خاصة وأنها قد تكون بسيطة ولا تحتاج كل هذا النقل والشكوى، وذكريه بما أثر عن شريح القاضي يوم أن دخل على زوجته ليلة زفافها إليه، فقال لها: (إن أغضبتك رضيتك وإن أغضبتني رضيتني وإلا لم نصطحب) ويمكنك الاستعانة ببعض الكتب الطيبة والمتوفرة في المكتبات عن المشاكل الزوجة وطرق حلها، وكيفية التعامل معها.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد ولزوجك الهداية والرشاد.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً