الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يمنعني حقوقي ويريد أن يتزوج عليّ

السؤال

أنا متزوجة منذ (4 سنوات) ولم أرزق بأطفال، والآن زوجي يريد الزواج بأخرى، لكني رفضت بسبب أنه مهمل في حقوقي، فهو لا يدخل إلى البيت سوى لينام، يتركني وحدي طوال اليوم حتى ساعات متأخّرة من الليل، وهذا أيضاً في أيام الخميس والجمعة بحجة العمل.

مع العلم أنه لا ينفق عليّ أبداً، وأنا التي أنفق على نفسي؛ لأنه عندي تجارة خاصة، وأتحمل الإنفاق على البيت، كذلك أنا اشتريت سيارة لكنه استولى عليها، وعندما أطلب منه أن يوصلني إلى أي مكان أو إلى بيت أهلي الذي يبعد (160 كم) يرفض ويقول لي: اذهبي في الباص، وإذا أصريت أن يوصلني يغضب مني ولا يكلمني، ويتهمني بالنشوز، حتى إلى الطبيب لمعالجة العقم لا يأخذني، فماذا أفعل الآن فهو يريد الزواج بأخرى وسوف تضيع حقوقي أكثر مما هي عليه؟ انصحوني كيف أتصرف؟
جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مونيا بوشامي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإننا ندعوك إلى استخدام أموالك في طلب العلاج بدلاً من إنفاقها على المنزل؛ لأن ذلك من واجبات الزوج، وأين سوف يجد الأموال التي سوف يتزوج بها؟ وكيف يمكن أن ترزقوا بأطفال إذا كان كثير الغياب عن المنزل، ولا يأتي إلا لينام.

ولست أدري هل كثرة الغياب هذه كانت منذ البداية أم أن هذا تطور جديد؟ وهل مساعدتك له لحاجته أم أن هذا أمر تفعلينه باختيارك؟ وهل أنت من النوع الذي يكثر في المن بعد العطاء؟ وما هي الإيجابيات التي جعلتك تبذلين وتضحين من أجله؟ وهل هو مقدر لما تقومين به؟ وهل تحرصين على عرض إيجابياته وتضخيمها قبل مناقشته في السلبيات؟
وما هو السبب الحقيقي لرفضه إيصالك إلى منزل أهلك؟ وهل عادة الرجال عندكم السهر؟ وهل عرفتم سبب عدم الإنجاب؟ وما هي خطوات العلاج التي قمتم بها؟

سوف نكون سعداء إذا وصلتنا إجابات عن التساؤلات التي ذكرت، ومن مصلحتك النظر فيها قبل اتخاذ أي قرار.
ولا يخفى على أمثالك أن الشريعة لا تمنع الرجل من الزواج بشرط أن يكون عنده قدرة على العدل وقدرة مادية بالإضافة إلى استعداده لتحمل المسئولية، وسوف يكون من المفيد لك وله التعامل مع الوضع بمنتهى الحكمة، كما أرجو أن تتعرفي على الأسباب الحقيقة لرغبته في الزوجة الثانية؛ لأنه ربما كانت له أسباب أخرى خاصة إذا تصورنا أنك لم تقصري معه مادياً ولكن للرجل احتياجات أخرى، ولا ذنب لك ولا له في عدم الإنجاب؛ لأن هذا بيد الله، فهل لجأتم إلى الله وأكثرتم من الاستغفار؟ فإن الله وعد أهله بأن يمدهم بأموال وبنين، وهل لزمتم طريق المتقين؟ فإن الله يكرمهم، وهل سلكتم سبيل الاستقامة؟ فإنها سبب الفلاح والخير.
وأرجو أن نسمع عنكم الوفاق والتفاهم والخير.

وخلاصة القول: ينبغي أن يعرف كل من الزوجين حقوقه وواجباته..فنفقة البيت وكسوتك وطعامك على الزواج، أما نفقة العلاج فيمكنك أن تنفقي على نفسك من مالك، وليس له حق في أخذ سيارتك بدون إذنك أو رضاك؛ لأن هذا مالك، وكونك زوجته ليس معناه أن يستولي على مالك بغير حق، فالزوجية لا تبيح لأحد الزوجين أخذ مال الآخر إلا بإذنه ورضاه وطيب نفسه.

وحاولي أن تسلكي أساليب جديدة في جذبه، كأن تغيري من نمط استقبالك له، فيكون بحفاوة أكثر، وأن تضعي له وردة على مدخل الباب أو في فراشه، أو تكتبي له رسالة حب وغرام..وهكذا حاولي تجديد معاني الحب والولاء بينكما حتى ينصرف فكره عن البحث عن زوجة أخرى.

ونسأل الله لنا ولكم التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً