الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حسن التعامل وأثره على الزوجة المسيئة

السؤال

زوجتي تعامل أهلي دون احترام فلا تظهر أمامهم حسن المعاملة في الاستضافة، وترمي بالكلام الخطأ في وجه أهلي، فهل هذا يجوز؟ وحدثت بيني وبينها مشكلة بسبب هذا التعامل، ولقد قامت بالاتصال بأهلها وقاموا بتهديدي عندما قالو لي: إن لم تعامل ابنتنا بدون أن تغضبها فلن يحصل بيننا وبينك شيء جيد، ولنا تصرف ثان معاك، ولقد فكرت في الطلاق لإنهاء هذه المهزلة.

أرجو الإجابة وتنوير طريقي للصواب، وهي حامل في الشهر الخامس الآن، ولقد رزقنا الله من قبل بابنة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك أيها الأخ، ونسأل الله تعالى أن يصلح لك زوجتك، وابتداءً نقول إن حسن أدب المسلم مع أخيه المسلم عموماً أمر مطلوب شرعا ومرغب فيه، وهو عنوان فلاح الإنسان ونجاحه، ويتأكد استعمال الأدب ما أمكن مع الأقارب، لا سيما إن كانوا كبارا وكذا مع من نخالطهم في حياتنا اليومية، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا) وقال: (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء) والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.

ولذا فإنا نوصيك أيها الحبيب أن تبدأ بمناصحة الزوجة بلطف ونود تذكيرها بهذه الآداب وتذكيرها بثواب حسن الخلق وما أعده الله تعالى للمؤمن إذا هو حسّن خلقه مع الناس، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن) وننصحك أن تتدارس معها بعض الأحاديث في هذا المعنى من كتاب رياض الصالحين مثلاً، أو كتاب الترغيب والترهيب للإمام المنذري.

ونحن على ثقة بأن حسن تعاملك أنت مع زوجتك، وحسن تناولك لنصحها وتوجيهها سيؤثران عليها، فإن النفس البشرية مجبولة على حب من أحسن إليها، وإذا اتبعت هذا الطريق ستشعر بأنك في غنى عن معالجة الأمر بالطلاق، أو اللجوء إلى أهل الزوجة، أو غير ذلك من الأساليب البعيدة العديمة النفع غالباً.

أما اللجوء إلى الطلاق فرارا مما ذكرت فليس هو الرأي السديد، فإن في الطلاق من الأضرار النفسية والأسرية، من تفرق الأسرة وضياع الأبناء وغير ذلك من المفاسد، أضعاف الإساءة التي قد تصدر من الزوجة في موقف من المواقف، فاحذر من ردات الفعل أو التصرف وقت الغضب، واحفظ أسرتك وبيتك، وابذل جهدك في إصلاح زوجتك وتهذيبها قاصدا بذلك نفعها والأجر من الله تعالى وسيعينك الله على تحقيق المراد.

يسر الله لك الأمر وقدر لك الخير، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً