الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بناء الصداقة مع الآخرين بإطلاعهم على الأسرار والخصوصيات

السؤال

لي صديقة تربطني بها علاقة صداقة وطيدة، تخبرني بكل كبيرة وصغيرة وتحدثني عن كل أسرارها، ودائماً تقول لي: أنت أعز صديقاتي، وأنا أخفيت عنها طلاق أمي وأبي وأوهمتها أن علاقتهما على أحسن ما يرام، وهي كثيراً ما تقول أني غامضة ولكن لم تتح لي الفرصة لكي أخبرها لأنني لا أريد منها أن تظن بي السوء (الكذب) وتفقد ثقتها بي، وتوهم نفسها بأنني غير صادقة معها وحديثي كاذب، وتكون دائماً في حالة تأهب قصوى معي، ماذا يمكنني أن أفعل لأتجنب هذا ولا تتلاشى صداقتنا؟ أنا إنسانة كتومة ولا أريد أن أسرد مشاكلي لكي لا أضايق الناس، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Emna حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه لا يلزم أن تخبري صديقتك بكل صغيرة وكبيرة، ولكن ينبغي أن تنصحي لها وتكتمي ما سمعت وتخففي عليها، ومن حق كل إنسان أن يحافظ على أسراره، ولا يلزم من وجود صداقة ذِكر كل الأشياء، والناس في هذا الباب أشكال وألوان ومدارس، ولا أظن أن هناك مانعاً من إخبارها بطبيعتك وحبك للكتمان، ومن حقها أن تكتم عنك أخبارها إذا أرادت، والشرع يفضل الكتمان، إلا إذا كانت الرغبة هي النصح والإصلاح أو أخذ فتوى أو رد حق أو كان ذلك من مظلوم، لقوله تعالى: ((لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ))[النساء:148] وحتى في هذه الحالة العفو هو الأفضل والأكمل.

والإنسان يملك سره فإذا أذاعه ونشره أصبح ملكاً لغيره، وإذا لم تكن هناك مصلحة شرعية فالأحسن والأفضل هو كتمان الأسرار، وأرجو أن يعلم الجميع أن في البيوت مشاكل ولكن معظم الناس يحصرها في إطارها الزماني والمكاني، وهذا بلا شك مهم ومطلوب، وإذا استطاع الإنسان أن يتقي مشاكل العمل في ساحة العمل وأزمات الأسرة في إطار المنزل فذلك أفضل، خاصة ونحن في زمان قلَّ أن يجد فيه الإنسان الناصحين، وأكثر الناس مجاملين بل شامتين.

ومن هنا فنحن ندعوك إلى المحافظة على علاقة الصداقة والتي نرجو أن تكون في الله ولله وعلى مراد الله، وحافظي على خصوصياتك، واحفظي أسرار صديقتك.

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله تعالى ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يديم بينكن علاقة الحب والود والثقة المتبادلة، وسوف تتعمق ثقة صديقتك فيك إذا وجدت منك النصح والوضوح والستر، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً