الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العصبية الشديدة والغضب والتخلص منهما

السؤال

أعاني من عصبية شديدة وأغضب على طول، وأفكر كثيراً ونفسي في برنامج ينظم وقتي، وأحس بخمول، ولا أعرف أزن الأمور.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سامية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فحقيقة كنتُ أود أن أعرف كم مضى من عمرك؛ لأن هنالك بعض الحالات أو الأمراض أو العلل النفسية والجسدية التي تتسم بالعصبية والخمول وتكون مرتبطة بعمر معين، لكن عموماً أريد منك القيام بإجراء فحوصات طبية عامة:

تأكدي من مستوى الدم، وكذلك مستوى إفراز هرمون الغدة الدرقية؛ لأن في بعض الأحيان ضعفا أو زيادة إفراز الغدة الدرقية قد يؤدي إلى هذا النوع من الأعراض، وإذا حدث أن وجد أي خلل في إفراز الغدة الدرقية فعلاجه سهل جدّاً ويتم ذلك عن طريق طبيب الغدد.

بعض النساء أيضاً يأتيهم مثل هذا الشعور قبل الدورة الشهرية، وبعد أن تأتي الدورة الشهرية يحدث هنالك نوع من التحسن وزوال مثل هذه الأعراض.

إذن إجراء بعض الدراسات الهرمونية ربما يكون من المصلحة إجراؤها.
الجوانب الأخرى العلاجية تتمثل في التالي:

(1) حاولي أن تتجنبي الغضب والعصبية، وذلك بأن لا تكتمي في داخل نفسك، كوني سهلة التعبير عما بداخل نفسك، كوني واضحة وصريحة، ولا تتركي الأمور البسيطة تتراكم داخلياً حتى وإن كانت أشياء بسيطة، ولكنها غير مرضية، فلابد أن تُخرجيها ولابد أن تكوني محاورة جيدة، وتلتزمي بالطبع بكل ضوابط الحوار من ذوق وقبول للطرف الآخر، هذا وُجد أنه يزيل العصبية والتوتر وذو عائد إيجابي جدّاً.

(2) من المهم جدّاً أيضاً للإنسان أن يكون إيجابياً في أفعاله وفي تفكيره، أن تكوني مفيدة لنفسك وللآخرين، هذا يجعلك تحسين بالراحة وبالرضا، والتفكير الإيجابي حول نفسك وحول إنجازاتك وأن تكون رؤياك إيجابية نحو المستقبل، هذا يفيدك كثيراً.

(3) ممارسة أي نوع من الرياضة تناسب المرأة المسلمة كالمشي وكاستعمال الأدوات الرياضية في داخل المنزل، هذا كله يقلل كثيراً من العصبية والقلق والتوتر، ويزيد أيضاً من الطاقات الجسدية والنفسية، مما يؤدي إلى زوال هذا الخمول إن شاء الله.

الوقت يُنظم باستشعار أهميته، والإنسان حينما يضع خارطة ذهنية يومية ويلتزم بتطبيقها تساعده كثيراً بأن يشعر أنه قد استفاد من وقته بصورة جيدة، وهذا بالطبع يؤدي إلى شعور بالارتياح والسعادة وحتى الانشراح، وهذا أكبر حافز ذاتي للإنسان من أجل المزيد من الإنجاز.

فأنا أقول لك أيتها الفاضلة الكريمة: قسمي وقتك، خذي قسطاً كافياً من الراحة، إذا كان لديك عمل أو دراسة خصصي لها وقتها، لابد أن يكون هنالك وقت للترويح على النفس بما هو مباح، لابد أن تخصصي وقتاً للعبادات وللصلوات ولتلاوة القرآن، هذا ضروري ومهم جدّاً، القراءة غير الأكاديمية والاطلاع على الكتب المفيدة، هذا أيضاً خصصي له وقتا، وأعمال المنزل ومشاركة الأسرة وزيارة الأهل والأرحام هذا أيضاً يخصص له وقت.

وحقيقة إذا شعرت بأي نوع من الفراغ أو حتى إذا لم يكن هنالك فراغ حقيقي فالانضمام للأعمال الخيرية وجمعيات البر والإحسان، والذهاب إلى مراكز تحفيظ القرآن، هذا كله يساعد على إدارة الوقت بصورة حسنة واستثماره، مما يجعل الإنسان يحس بأنه قد أنجز وأدى شيئاً طيباً وإيجابياً في حياته يعود بالنفع عليه وعلى الآخرين.

بقي بعد ذلك أن أقول لك: سيكون من الجيد أن نصف لك أحد الأدوية البسيطة التي تساعد إن شاء الله في علاج حالتك.

الدواء يعرف تجارياً باسم (فافرين Faverin) ويعرف علمياً باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine)، يمكن أن تتناوليه بجرعة صغيرة، وهي خمسون مليجراماً ليلاً بعد الأكل، هذا الدواء يمكن أن تكون جرعته حتى ثلاثمائة مليجرام في اليوم، ولكن لا أعتقد أنك في حاجة لمثل هذه الجرعة.

أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة خمسين مليجراماً يومياً لمدة أربعة أشهر، ثم بعد ذلك خفضي الجرعة إلى خمسين مليجراماً يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناوله، الدواء ليس من الأدوية الإدمانية أو التعودية، كما أنه لا يؤثر أبداً على الهرمونات النسوية.

أسأل الله لك العافية والشفاء، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً