الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إكمال الزوجة لدراستها وزيارتها أهلها

السؤال

أنا متزوج منذ شهر واحد فقط، ولي زوجة طيبة القلب، ولكن إخوانها ووالدها يتعاركون معي دائماً بخصوص تكملة دراستها في الكلية، والمشكلة أن ظروفنا لا تسمح لأن تكمل دراستها بسبب بعد الكلية عن منزلنا مئات الكيلو مترات.

والسؤال الثاني: أنهم يقولون إنني لا آتي بابنتهم لزيارتهم وأنني قاطع الرحم، ولكنني خلال هذا الشهر أوصلتها إلى أهلها أكثر من خمس إلى ست مرات، وجعلتها تبيت في بيت أمها أكثر من ثلاث مرات، السؤال هنا: هل أنا مقصر في حق زوجتي؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن المهم هو تفهم زوجتك لحقيقة الأمور ورضاها بما يحصل منك من التعامل معها، ومشكلة الأهل رغم آثارها إلا أن أمرها سهل لأنهم طرف خارجي، فأنت تزوجت الفتاة ولم تتزوج أهلها، ويكفي أن تكون موافقة على كل ما يحصل، ومن الضروري أن تُقدر لها صبرها وتحسن إلى أهلها، وتسأل الله أن يصلح حالكم وحالهم وحالها.

ونحن نعتقد أن مواصلتها للدراسة -ولو بطريق الانتساب- سوف يسد عليك أبوابا كثيرة من المشاكل، والإسلام لا يمنع المرأة من مواصلة التعليم طالما كانت الضوابط الشرعية موجودة وكان مجال التعليم مناسباً لأنوثة المرأة، ولا مانع من الخروج لطلب العلم الزائد عن الواجب العيني الشرعي إذا لم يترتب عليه ضياع واجبات أخرى مثل حق الزوج وحق الأولاد.

وأرجو أن تدير هذه الأزمة بلطف وحكمة وتعامل مع أهل زوجتك بالأسلوب الطيب والوعد الجميل، ولا تمانع من ذهابها إليهم والتردد عليهم، إلا إذا شعرت أن كثرة ترددها يجلب لك الأزمات، وفي هذه الحالة أيضاً لا تمنعها، ولكن اجعلوا زياراتكم سريعة، وكن في صحبتها، وأظهر لهم الود والاحترام حتى تسد الأبواب على الشيطان، وعليك بالصبر وحسن التفاهم مع زوجتك.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه فإن قلوب العباد بين أصابعه يقلبها كيف يشاء، واعلم أن بيوتنا تصلح بطاعتنا لصاحب العظمة والجبروت، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً