الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التعامل مع الأطفال وملاعبتهم

السؤال

في البداية كنت أحب الصغار من أبناء خالي وكنت ألاعبهم بالمسابقات والألعاب وكانوا مسرورين جداً، حتى تكملة السنتين، وشعروا بالملل من المسابقات.

أنا بعمر 14 سنة، ويجب علي أن أجلس مع الرجال والشباب، وكنت أجلس مع الأطفال إذا كان الشباب غير موجودين، وإذا كان الشباب موجودين أجلس معهم، وبعد فترة قصيرة بدأ الأطفال يشتموني ويضايقوني ويضربوني ولكني لا أعلم ما هو السبب؟ وكلما رأوني لا يحترموني، وحتى الشباب يفكرون أني صغير دائماً أجلس مع الأطفال الصغار، فكيف أجعل الأطفال يحبوني ويحترموني؟ وكيف أجعل الشباب يفكرون أني كبير ويجلسون معي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ثامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن جلوس الكبير مع الصغار لتربيتهم ورعايتهم وإدخال السرور عليهم أمر جيد ومطلوب وصاحبه مأجور إذا كانت الضوابط الشرعية حاضرة وكان اللعب في أشياء مقبولة شرعاً مع ضرورة الاهتمام بحفظ التوازن عند اللعب مع الأطفال، فلابد أن يعرفوا حدود المقبول، وأن يبقى الاحترام للكبير، وإذا سقطت الهيبة فإن الأطفال يتجاوزون حدودهم وإذا شعروا أن الذي يربيهم ويلعب معهم لا يعدل بينهم فإنهم أيضاً يتجاوزون في التعامل وتمتلئ نفوس بعضهم بالحقد والحسد، وهذه أشياء لابد أن يراعيها كل مرب وخاصة المعلم، والذي يتهاون في البداية تصعب عليه السيطرة على الأطفال في النهاية.

إذا شعرت بأن بعضهم يشتم ويسيء الأدب فأظهر التجاهل ثم احرص على تنبيههم في الأوقات المناسبة، ويفضل أن يكون الشخص وحده عند التنبيه، ومن المفيد مدح المؤدب منهم مع ذكر سبب المدح، وذلك كأن نقول: فلان مؤدب ومحترم لأنه لا يسب ولا يشتم وهكذا المسلم وأنتم سوف تكونون متميزين إذا تركتم السباب والشتائم للآخرين.

أما بالنسبة للكبار فحاول الجلوس معهم واصبر على ما يواجهوك به وأثبت لهم فعلياً بأنك ناصح وعاقل وسوف تتغير الأوضاع، علماً بأن الجلوس مع أطفال الأهل لتوجيههم ليس فيه عيب، ومع ذلك فنحن نفضل أن يكون الوقت في الجلوس مع أقرانك وأندادك وليس مع الصغار ولا مع الكبار مع ضرورة مراعاة العادات والتقاليد والمراسيم المتبعة في المجالس، ونحن على العموم لا نؤيد الخروج على ما ألفه الناس إلا إذا كانت في المجالس مخالفات شرعية ومعاصٍ فعند ذلك نحاول الإصلاح فإن عجزنا فلا أقل من أن ننجو بأنفسنا.

هذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بضرورة التعامل مع الوضع بمنتهى الحكمة، ونسأل الله لك كل التوفيق والسداد، ومرحباً بك في موقعك بين آباء وإخوان يسعدهم تواصل الشباب من أمثالك مع الموقع، ونحن في خدمة شبابنا لأنهم الأمل بعد الله.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً