الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حائر بين الاستمرار في عملي الحالي والتطلع للعمل في تخصصي

السؤال

أنا حاصل على ليسانس لغة إنجليزية، ودبلومين في مجال التخصص (تدريس اللغة الإنجليزية) ثم سافرت للعمل بالسعودية، وعملت كسكرتير بمكتب محاماة منذ 7 سنوات، ومن حين لآخر تسنح فرص للعمل بمجالي فأكون بين أمرين:
المخاطرة باستقراري في عملي، وبين التطلع للعمل في مجالي، خاصة وأني مستقر تماماً في عملي كسكرتير، ولي وضع جيد بالمكتب، وتربطني علاقة قوية بصاحب العمل، والحمد لله.

أود استشارتكم - جزاكم الله خيراً - هل أقدم على ترك وظيفتي والعمل في مجالي إذا سنحت فرصة مناسبة أم أتمسك بعملي الحالي؟

خاصة أن المميزات يمكن أن تكون متقاربة من حيث الراتب وخلافه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يبارك فيك، وأن يبارك في رزقك، وأن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يوفقك لطاعته ورضاه، وأن يعينك على اتخاذ القرار الصائب المناسب، إنه جواد كريم.

بخصوص ما ورد برسالتك، أقول لك أخي الكريم الفاضل أحمد: إن وظيفة السكرتارية ليست وظيفة حرفية أو مهنية متميزة، وأنت ستظل كذلك لن تشعر بأي تقدم في حياتك العامة أو الخاصة، وإنما ستشعر بأنك شخص عادي مع الأيام، ستكتسب خبرات لن تزيد أبداً عما أنت عليه الآن، وبذلك ستشعر بأن عمرك قد ضاع دون أن تقدم شيئاً.

أما العمل في مجالك وتخصصك - أخي الكريم المبارك - وهو تدريس اللغة الإنجليزية، فأنا أرى أنه الأنسب بالنسبة لك؛ لأنك من خلاله سوف تطور نفسك، وسوف تعمل فيه قدراً كبيراً من عمرك للوصول إليه، والعمل في مجال اللغة عمل متميز ورائع؛ لأنه سيجعلك تتطور في مجال تخصص مطلوب في كل زمان ومكان، فاللغة الإنجليزية سواء كنت مدرساً أو كنت مترجماً أو كنت في أي موقع من المواقع، فعموماً اللغة الإنجليزية كما تعلم مطلوبة في كل زمان ومكان، خاصة بأن اللغة الإنجليزية تكاد تكون هي اللغة السائدة في معظم دول العالم، والعمل فيه حتى وإن كان فيه شيء من المشقة إلا أنه سيكون عملاً ممتعاً، لأنك ستلاحظ من خلال عملك فيه أنك تستطيع أن تتطور؛ لأن اللغة كما تعلم لها شعب ولها فروع مختلفة، وتستطيع أن تنهض بها نهوضاً، وأن تنهض هي أيضاً بك.

أما العمل كسكرتير لن يكون هناك أفضل مما أنت عليه الآن، العمل في اللغة أنا أرى أنه أنسب لك وأفضل، خاصة وأن الفوارق متقاربة، إذن نحن سنعمل في عمل ممتع وعمل رائع وعمل مفيد، وسنكون أيضاً من المساهمين في تطوير الأمة؛ لأن أعمال السكرتارية أعمال كتابية عادية لا تقدم كثيراً للناس، في حين أن تعليمك اللغة لداعية من الدعاة لينقل شرع الله تعالى أو لطالب ليتعلم هذه اللغة لينقل العلوم والمعارف إلى الناس أو مؤسسة من المؤسسات، أرى أن النفع من خلال اللغة أعظم للأمة من النفع من خلال العمل السكرتاري.

أنت عملك سكرتير في مكتب محاماة لن يتعدى نفعك هذه القضايا التي تُعرض، خاصة وأنك لا تتولى الدفاع عن أصحاب الحقوق أو غيرهم، أما العمل كمدرس فإن هذا نفع عام؛ لأنه سيجعلك تنقل هذه المعرفة إلى قطاع كبير من المسلمين، سواء أكانوا طلبة أو غير ذلك؛ ولذلك فأنا أنصح أو أقترح عليك بعد صلاة الاستخارة أن تتوكل على الله، وإذا أتيحت لك فرصة، وسنحت لك فرصة عمل مناسبة في تخصصك (اللغة الإنجليزية)، شريطة أن لا تتأثر دخولك المادية، وأن تكون على الأقل في حال معقول، فأرى أن تأخذ بالأسباب، وأن تستعين بالله تعالى، وأن تنتقل إلى مجال تدريس اللغة، خاصة وأنك قد حصلت على شهادات متوسطة أي بعد الجامعة، وهذه الشهادات من الممكن أن تفيدك كثيراً في مجال آخر، وهي تطوير أدائك - بإذن الله تعالى - وحصولك على درجة الدكتوراه في هذه اللغة، وبذلك ستكون متميزاً أفضل مما أنت عليه، وستشعر بمتعة نفسية ومعنوية أكثر من شعورك بالمتعة المادية الأدبية.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يشرح صدرك للذي هو خير.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً