الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طريقة علاج الأعراض العصابية لدى الأطفال المتمثلة في مص الشفاه وأكلها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طفلي يبلغ من العمر 8 سنوات، ولكنه يحب مص شفتيه وأكلها، لدرجة أنه لا يستطيع الأكل أو الشرب، ولا يستطيع الكلام إلا نادراً؛ لأنها تكون مثل قرح الفم، لكن بدرجة أعلى بكثير، فالرجاء منكم أن تفيدوني ماذا أفعل ليكون طفلاً طبيعياً؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مص الشفتين في أغلب الظن أحد الأعراض التي تسمى بالأعراض العصابية لدى الأطفال، ومنها مص الأصابع، وقضم الأظافر، فالأطفال لديهم شيء من النمطية والطقوسية في تكرار بعض الأشياء، ومنها ما ذكرناه، وقد تكون دليلاً بسيطاً على وجود قلق لدى الطفل، وهذه من المفترض أن تكون الآن قد اختفت، والذي أرجوه هو:

أولاً: أن يتم نهي الطفل عنها بصورة لطيفة، ليس بمواجهته بانفعال أو توبيخه أو شيء من هذا القبيل، إنما يشرح له، فعمره الآن ثمان سنوات، يفهم، ويدرك، ويتفاعل بصورة طيبة إذا أرسلت له الرسائل من جانبنا بصورة بسيطة ومقبولة.

ثانياً: يمكن أن ندربه على تمارين سلوكية معينة، قولي له مثلاً حين يأتيك الشعور بمص الشفتين -مجرد الشعور- قم بالضرب على يدك بشدة، مرنيه على ذلك، دعيه يضرب يده بشدة حتى يحس بشيء من الألم، والهدف أن يقرن ما بين هذا السلوك غير المقبول والألم، ويعرف أن تكرار الألم سوف يضعف السلوك الآخر متى ما قرنا بين الاثنين، اجعليه يضرب يده 10 مرات متتالية، ولكن في نفس الوقت يفكر كأنه يمص الآن في الشفاه، هذا الربط والتزاوج مهم جداً بين السلوكين؛ لأنه يؤدي إلى شيء من التنافر، وهذا التنافر يضعف السلوك الأول - كما ذكرت لك - .

الجئي معه أيضاً إلى طريقة النجوم التحفيزية، ضعي لائحة بالقرب من سريره، واتفقي معه أنه سوف يكافأ بأن تلصق نجمتان أو ثلاث على هذه اللائحة متى ما لم يقم بمص الشفاه، وإذا قام بمص الشفاه هنا تخصم نجمة أو نجمتان، وتتفقين معه على قيمة لكل نجمة، ويتم استبدال قيمة ما اكتسبه من نجوم بهدية بسيطة في نهاية الأسبوع، وبالطبع قيمة الهدية تحددها عدد وكمية النجوم التي اكتسبها.

هذه - أيتها الفاضلة الكريمة - أمور سلوكية، وتمارين بسيطة، ولكنها ذات فعالية وقيمة علمية كبيرة، أرجو أن تلجئي إلى ذلك، بعض الناس يضع على شفة الطفل بعض المنفرات والمواد المقززة أو ذات الطعم المرفوض أو الحامض بشدة، ولكني حقيقة لا أؤيد هذا المنحى.

هنالك أمر آخر وهو أن تنمي من مقدرات هذا الطفل، اجعليه يختلط ببقية الأطفال، خاصة الأطفال الجيدين في سلوكهم، دعيه يمارس الرياضة، أعطه أهمية داخل المنزل، أوكلي إليه بعض المهام البسيطة، دائماً اجعليه محط انتباهك وتحفيزك، وكذلك من جانب والده، هذا مهم جداً، وكما ذكرت لك - إن شاء الله - سوف يختفي هذا السلوك، ولكن بشيء من التدرج، فعليك الصبر وتطبيق الإرشادات السابقة.

بالنسبة لعدم مقدرته على الكلام، فإذا كان السبب هو مص الشفاه، فهذا سوف ينتهي تماماً، أما إذا كان لدى الطفل علة أخرى تمنعه من الكلام فلابد أن تعرضيه على الطبيب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وأشكر لك التواصل مع استشارات إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً