الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبب تشابه المواليد في التشوه وما يلزم الوالدين للوقاية منه

السؤال

أولاً: أسأل الله القدير أن يوفقكم وأن يجزيكم ويثيبكم بعدد كل حرف كتب في هذا الموقع الموقر.

ثانياً: إخواني الأعزاء: لقد رزقني الله بطفلة مشوهة الأطراف، فيدها اليمنى قصيرة جداً وبدون كف وأصابع، فهي عبارة عن عظم نحيل برأسه أصبع واحدة فقط هي السبابة، أما رجلها اليمنى فهي قصيرة وملتوية الساق والقدم، مع العلم بأنها المولودة الثانية، أما المولود الأول فقد مات في بطن أمه في الشهر الثامن بسبب امتلاء رأسه بالماء، وسبحان الله! كان يشبه أخته من حيث الإعاقة.

وللعلم أني متزوج بابنة عمي من الدرجة الثانية، فأرجو الإجابة على الآتي:

1 ـ ما هي الأسباب لهذا التشوه؟
2 ـ هل هناك احتمال بأن يكون المولود الثالث مثل سابقيه (معاقاً)؟
3‏ ـ وهل هناك علاج للوقاية من مثل حدوث هذا التشوه؟

أجيبوني جزاكم الله عنا وعن المؤمنين خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فنشكر لك كلماتك اللطيفة، وندعو الله عز وجل أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى.

من الصعب من خلال رسالتك وبدون فحص الطفلة القول وبشكل مؤكد ما هو سبب هذه الحالة، لكن تكرر حدوثها مرتين بين أطفالك يرجح معه أن تكون الحالة هي حالة محمولة على الصبغيات، أي: حالة تنتقل بالوراثة، وما يرجح هذا الاحتمال هو وجود صلة قرابة بينك وبين زوجتك.

ويجب فحص الطفلة بشكل كامل من قبل طبيب الأطفال المختص لمعرفة اسم الحالة العلمي، وبعد هذا يمكن تحديد إن كانت من الحالات التي تنتقل بصورة مسيطرة أو بصورة متنحية.

ويتطلب الأمر دراسة الصبغيات لك ولزوجتك وللطفلة، وبناء على تقرير طبيب الأطفال ونوع الحالة يمكن إجابتك باحتمالية تكررها ومستقبل تطورها بإذن الله.

كما أنه وفي حالة الأمراض المنتقلة بالصبغيات فلا يوجد طريقة للوقاية منها، والحالة الوحيدة التي يمكن معها تفادي حدوث هذا النوع من الأمراض هو في حال تم إجراء الحمل عن طريق أطفال الأنابيب، بحيث يتم فحص صبغيات الأجنة في المختبر واستبعاد المصابة منها قبل إرجاعها للرحم، وهنا يجب أن يكون في المركز الطبي مختبر متطور ومؤهل لمثل هذه الدراسة.

العلاج في حالات التشوهات الخلقية يفصل حسب كل حالة وحسب ما يرافقها من تشوهات، والأساس فيها هي المعالجة التأهيلية الوظيفية في مراكز مختصة ومرخصة.

نسأل الله عز وجل أن يجعل صبرك في ميزان حسناتك، وأن يمن عليك بالذرية الصالحة والمعافاة؛ إنه على كل شيء قدير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً