الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي امتنعت عن السفر إلي.. هل أتزوج عليها؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
بعد الصلاة على النبي محمد خير البشر أجمعين والتحية.
لا أعرف الحقيقة كيف أبدأ، تزوجت مرتين ولم أتوفق في زيجاتي السابقة مع أن كل طلباتهن مجابة، ولكن حين زادت الطلبات وقع الانفصال.

والآن والحمد لله تزوجت وكثرت المشاكل، مع العلم أنني ما قعدت عندها غير أسبوعين وسافرت مبتعثاً عن طريق وزارة الداخلية إلى أستراليا، وأدرس الطب إن شاء الله.

وهذه الزوجة ما تهتم بي أبداً، والله العظيم من يوم تزوجنا والأكل يوصل إلى فراشها، وكل ما هو طيب، ولكن ألقى العناد منها.

ليش هذا كله! أتصل فيها وتقول لي: لن أتصل عليك؛ أريدك أنت أن تتصل، وهي عمرها 14سنة، هذه غلطة بصراحة، ولكن الذي رأيته أن أخي الكبير زوجته عمرها 15 سنة وما فعلت مثل زوجتي.

زادت همومي وأنا أدعو ربي أن ييسر الأمور، والآن أحاول إدخالها معي إلى أستراليا ولكنها رافضة، أنا قلت لها: جئت باب بيتكم لأني مغترب، وأريد التي تعينني على غربتي وأنت تعرفين بلاد الأجانب هي بلاد الشيطان والعياذ بالله، وقلت لها: يا بنت الناس أنا متزوج عليك، قالت: عادي، المهم أكون في بيت أهلي أو ما معنى ذلك.

هي مغصوبة؛ والله العظيم إني ما بقي في عقل، ذهبت برجلي لطبيب نفسي، أحس أني سأفشل، والآن قررت الانفصال عنها والأهل يقولون: أعطها فرصة، كيف أعطيها فرصة وهي رافضة تتفاهم معي؟

وكذلك هي رافضة التعليم، أنا ناوي أعلقها لكي تعرف هي وأهلها نتيجة الدلال الذي دللوها إياه، وناوي أتزوج عليها ثانية.

سامحوني على الإطالة، لكن والله من القهر الذي فيّ.
أغار من الشباب الذين معي في الغربة؛ لأنهم كلهم معهم زوجاتهم وأنا زوجتي رافضة تأتي معي.

وتقبلوا فائق الاحترام والتقدير.
أرجو الرد السريع أريحوني أراحكم الله.

الإجابــة

الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ؛؛
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك.

أخي الكريم: الإنسان يرضى بما يقدره الله تعالى، ونحمد الله في كل حال ونعوذ بالله من حال أهل النار.

لا أدري ما هي أسباب انفصالك عن زوجتيك السابقتين، ولكن الدلال (الدلع) الزائد غير مطلوب، والمرأة والرجل في هذا الزمان نسبة لغياب الاستشارات الشرعية قبل الزواج يحرص الأصدقاء على تزويدهم بنصائح مدمرة، ومنها ضرورة أن تكثر المرأة من طلباتها حتى لا يفكر زوجها في الارتباط بزوجة أخرى، وضرورة السيطرة على الرجل، إلى غير هذا من التوجيهات الفاسدة، وإذا عودت زوجتك على أشياء فوق طاقتك فيصعب عليها بعد ذلك التخلي عنها.

والصواب أن يبني الإنسان حياته على الوضوح من أول ليلة ويرسم المنهاج الذي يريد لزوجته أن تسير عليه، وهي كذلك، كما قالت زوجة شريح القاضي عندما دخل عليها وسألته عن الأشياء التي يحبها والتي لا يحبها، والتزما بذلك المنهاج فكتب الله لهما السعادة.

والواقعية مطلوبة من كل طرف، فلا تكلف المرأة زوجها ما لا يطيق، وهو كذلك يقدر الأحوال التي تمر بها ويحسن إليها في حدود استطاعته، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.

وأرجو أن تتمهل قليلاً قبل الطلاق، والأفضل أن تخبر وليها برغبتك في وجود زوجتك معك، والمسلم في البلاد التي فيها فساد وعري لابد أن تكون زوجته إلى جواره.

وإذا كانت الزوجة في سن مناسبة وعاقلة، فإنها تعرف مصلحتها وتقدر هذا الرباط.

وأرجو أن تكثر من اللجوء إلى الله، فبيده سبحانه مقاليد الأمور، وسوف ييسر الله أمرك بإذنه سبحانه، وأنا أيضاً أدعوك لإعطائها فرصة مع مواصلة محاولات إقناعها عن طريق الاتصال بوالديها، فلعل صغر السن وقصر المدة بعد الزواج هي أسباب عدم تقديرها لمسئولياتها كزوجة، وتذكر أنه ليس من السهل على بنت صغيرة وفي بداية حياتها الزوجية البعد عن والديها، مع أن الصواب هو أن أولى الناس حقاً على المرأة زوجها.

والشريعة تأمرك بالإمساك بالمعروف أو الفراق بإحسان، ولا داعي لضربها قبل استخدام الوسائل الشرعية في علاج هذا النشوز والمتمرد على الطاعة، ومن وعظ وهجر في الفراش، ولا بأس بعد ذلك بالضرب الذي لا يخدش جلداً، ولا يكسر عظماً، ويكون الهدف منه التأديب لا الانتقام، ولا مانع من أن تتزوج ولكن دون تهديد لها بذلك حتى لا تضطرب في تصرفاتها، وأرجو أن يكون قصدك بالزوجة الثانية إن حدث ذلك مقصداً حسناً وليس للإضرار بها، أو إدخال الحزن عليها ومثل هذا التهديد يؤثر على الزوجة، وتكثر طلباتها لتبعثر أموال زوجها حتى لا يتزوج عليها.

وأسأل الله أن يوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً