الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القلق النفسي وانعكاساته العضوية وعلاقة هذه الأعراض بمس الجن

السؤال

أنا صاحبة الاستشارة السابقة رقم (54776).

لقد قال لي دكتور كبير بأن معاناتي يمكن أن تكون من مسٍ شيطاني -أي ممسوسة- أو يكون عمل سفلي، فهل هذا ممكن أن يكون فعلاً؟.

الإجابــة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي السائلة حفظك الله ورعاك وفتح لك أبواب الخير إن شاء الله تعالى لقد تابعت مشكلك وتمعنت فيها جيداً، وهذه ليس لها علاقة بالمس كما يزعم بعض الدكاترة، ما دمت طائعة لربك متمسكة بدينك وإنما مجرد ضيق في النفس وقلق وهموم تراكمت عليك من جراء المشاكل التي مرت عليك، والعلاج عندك أنت فقط وبيدك.
واعلمي يا أختي أن الإنسان قد يخاف على مستقبله ويخشى إحتمالات الفشل ويشعر بعدم الإستقرار نظراً لعدم الثبات على الشيء ويفقد الرؤية الواضحة وبسبب الغموض الذي يكتنف طريقه الجديد .

وإعلمي أن القلق والحزن والضيق هم أحد صور العاطفة والمشاعر الإنسانية الفطرية وينتاب كل البشر عندما تقابلهم متاعب هذه الدنيا ولا أحد يستثنى من ذلك .

وإن أهم غاية للإيمان بالله عز وجل ومحبته هو إيقاظ الضمير الحي، والحصول على السعادة ليس في جمع المال أو تثمر المدخرات أو إشباع الشهوات، فالمال يفنى والمدخرات تتلاشى والشهوات تضعف ويبقى الاتصال بالله قمة القمم ورأس كل سعادة حقيقية ولا يتخلص الإنسان من الهم الضاغط والقلق والحزن العميق والكبت المقيت إلا إذا قوى علاقته بالله ورضي بقضاء الله وقدره وعلم أن كل شيء تحت تيسير الله تعالى.
ويمكنك يا أختي الفاضلة أن تتجاوزي مشكلتك باتباعك للخطوات التالية:

- قوي إيمانك وثقتك بالله عز وجل
- لا تحزني على ما فاتك ولا تفرحي بما آتاك
- حاولي ان تحسي بالراحة والطمأنينة لمواقع القدر كلها وإمضي مع قدر الله
- اشغلي نفسك بالعبادة والطاعة والتضرع ظغلى الله تعالى.
- يجب أن يكون تفكيرك إيجابياً وإبتعدي عن التفكير السلبي الذي يوقعك في الإنهزامية والخنوع للهوى والشيطان ووساوسه.
- خالطي المجتمع الذي من حولك.
- قوي صلتك مع أهلك وأبعدي عنك الحزن والهم والقنوط من رحمة الله.
- اتركي باب الأمل والفرح مفتوحاً وتذكري قول الله تعالى: (( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ))[الشرح:5-6]^ وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً).
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر امنه محمود

    بارك الله فيكي يا دكتوره




بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً