الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عناد الطفل وتمنيه الموت

السؤال

السلام عليكم.

ابني عنيدٌ جداً، دائماً يرى نفسه هو الصح، حتى ولو لم يكن صائباً، أصبح يردد جملة: إن شاء الله أموت وأتخلص منكم، هو في الصف الرابع، وممتاز في المدرسة، ولكن دائماً يتشاجر مع الطلاب، وعنده شرود في الفصل، جربت أساليب كثيرة ولكن بدون فائدة!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أكرم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذا الابن الذي وصفته بالعنيد، وأنه يصر على رأيه وبدأت تظهر منه بوادر بأن يقول إنه يتمنى الموت حتى يتخلص منكم كأسرة، فأعتقد أن هذه الأخيرة يجب أن نتعامل معها بجدية كاملة؛ لأن مثل هذا التعبير بهذه الصورة ربما يدل قطعاً أن لديه نوعاً من -لا أقول المشاعر السوداوية، ولكنه قطعاً يعاني من- الكدر والكرب وعسر المزاج، ونعرف تماماً أن الاكتئاب النفسي أصبح الآن يصيب حتى الأطفال.

فالذي أنصحك به - أيها الفاضل الكريم - هو أن تذهب بابنك إلى طبيب نفسي، وأعتقد أنه سوف يكون محتاجاً حقّاً لبعض الإرشاد النفسي والسلوكي، وكذلك ربما تناول أحد الأدوية المضادة للاكتئاب.

من جانبكم – وبما أنه ممتاز في دراسته – لابد أن يحفز ولابد أن يكافأ على ذلك، ونصيحة أساسية جدّاً هي: أن تحول هذا العناد الذي يتميز به ابنك إلى طاقات نفسية إيجابية، وذلك بأن تجعل له كينونة ووجود في داخل الأسرة.

كثيراً ما نفتقد حقيقة القدرة على التحاور مع أبنائنا، وهذا يجعل الواحد منهم يعيش في نوع من الانعزال ويشعر أنه مهمش، أما إذا جعلناه يعيش في قلب وفي كيان الأسرة ويشارك في قراراتها ويشعر بأهميته، فأعتقد أن ذلك سوف يكون أكبر هدية تقدمها إلى ابنك.

فأرجو - أيها الأخ الكريم - أن تقوم بذلك، ولا تكن انتقادياً له، حاول أن تكون متلاطفاً، أن تأخذه معك إلى الصلوات، أن تشاوره في شئون المنزل، هذا كله حقيقة يعطيه اعتبارا نفسياً كبيراً ودفعة نفسية كبيرة جدّاً.

أرجو أن تشجعه أيضاً على ممارسة الرياضة، فالرياضة تمتص الطاقات النفسية السالبة، خاصة العناد لدى الأطفال.

وأعتقد أنه سيكون من الأفضل أن تذهب به إلى طبيب، بالرغم من أنه ليس مريضاً نفسيّاً، ولا تُشعره بذلك، ولكن حقيقة انزعجتُ بعض الشيء لما يردده حول شؤمه من الحياة، فهذا يجب أن لا نتهاون فيه، حتى وإن لم يكن جاداً في ذلك، لا أريد بالطبع أن أثير لديك أي نوع من القلق، ولكن هذا من قبيل التناصح، وقد يحتاج لعلاج دوائي، والعلاج الدوائي لا شك أنه سوف يساعده كثيراً، ولكن أعتقد أنه ليس من الحكمة والصواب أن أقوم بوصف هذا الدواء قبل أن يتم فحصه وكشفه وتقييم حالته بصورة صحيحة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك - أخي الكريم - على ثقتك في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً