الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من الخروج من البيت وعلاقته بالمرض النفسي

السؤال

السلام عليكم.

ما زالت أعاني من الخوف ولكن أجاهد نفسي على التخلص من هذا الداء، نسأل الله الشفاء.

الخوف الذي معي وهو خاص بالخروج من البيت، فهل هذا مرض نفسي؟ والأعراض التي تأتيني عند الخروج مثل الخوف والاضطراب العام، ستذهب أم تبقى؟

أرجو تزويدي بكتب العلاج السلوكي، وبارك الله فيك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن هذا النوع من الخوف -أي خوف الخروج من البيت- نسميه بالخوف أو الرهاب البسيط، وربما أيضاً فيه شيء مما يسمى برهاب الساح أو الساحة، أي: الخوف من الخروج من البيت والمكوث في الأماكن المزدحمة أو المفتوحة والاختلاط بالآخرين.

هذا النوع من الخوف أخي الكريم يعالج سلوكياً ً وكذلك دوائياً، أولاً يعالج سلوكياً بأن تجلس مع نفسك جلسة بتركيز وصفاء ونقاء وتتدارس هذه الحالة، وتحاول أن تخضع الأمور للمنطق والواقعية، وتقول لنفسك: (لماذا أخاف؟ ما الذي يجعلني أخاف؟ الناس كلها تخرج من بيوتها وتسافر هنا وهناك، فلماذا ليس أنا؟!) ..

أخي الكريم! هذا الحوار وهذه الأسئلة لابد أن تطرحها على نفسك، وتطرحها بجدية وبدافعية وتبدأ في الخروج، ويمكن أن يكون هذا الخروج متدرجاً، مثلاً أخرج مع أحد من أهل بيتك، وقم بذلك بمعدل خمس مرات في اليوم على الأقل، وفي اليوم الثاني كرر هذا الخروج واجعله سبع مرات، وهكذا.

وبعد ذلك حاول أن تخرج لوحدك لمسافات قصيرة، ثم تعود إلى البيت، ثم تخرج، ثم تعود ثم تخرج، وهكذا ...

وعلى الأقل خروجك للصلوات الخمس لأدائها في المسجد سوف يكون أمراً علاجياً جيداً.

إذن المبدأ السلوكي العام هو أن تعرض نفسك لمصدر خوفك ولا تستجيب استجابة سلبية، بل تستجيب استجابة إيجابية كما أوضحنا لك، وحين تبدأ في الخروج التدريجي سوف تحس أن الخوف بدأ لديك يرتفع، ثم بعد ذلك سوف يبدأ في الانخفاض حتى التلاشي بإذن الله تعالى.

هنالك أخي الكريم علاج دوائي لابد أن تتناوله، حيث إن هذه الأدوية مفيدة جدّاً، والدواء الذي ننصح به هو يعرف علمياً باسم (باروكستين Paroxetine) ويعرف تجارياً باسم (زيروكسات Seroxat)، تناوله بجرعة عشرة مليجرامات ليلاً – أي: نصف حبة – يفضل تناولها بعد الأكل، استمر عليها لمدة عشرة أيام، ثم ارفعها إلى حبة كاملة – أي عشرين مليجراماً – واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى جرعة نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم إلى نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء.

أنصحك أيضاً بأن تذهب إلى الأماكن المزدحمة، إلى الأسواق، إلى المجمعات، هذا مهم جدّاً، ولابد أيضاً أن تكون لك برامج تواصلية مثل ممارسة الرياضة الجماعية مثل كرة القدم مع بعض أصدقائك، أو الانخراط في حلقات التلاوة، فقد وجد أنه جيد جدّاً لعلاج المخاوف أيّاً كان نوعها، وعليك الالتزام التام بتناول الدواء كما وصفته لك.

أما بالنسبة لكتب العلاج السلوكي فهنالك كتاب جيد جدّاً للدكتور (عبد الستار إبراهيم) يعرف باسم (العلاج السلوكي المعرفي).

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك جدّاً على التواصل مع إسلام ويب.

ويمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول العلاج السلوكي للمخاوف: ( 262026 - 262698 - 263579 - 265121).
والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المملكة المتحدة سارة

    أظن أخي أن هذه حالة قلق و وسواسية ويتشفى منها بإذن الله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً