( 1 ) حدثنا أبو بكر قال : حدثنا قال أخبرنا يزيد بن هارون محمد بن عمرو عن أبيه عن جده عن قالت : خرجت يوم عائشة الخندق أقفو آثار الناس ، فسمعت وئيد الأرض ورائي فالتفت فإذا أنا ومعه ابن أخيه بسعد بن معاذ الحارث بن أوس ، يحمل مجنه ، فجلست إلى الأرض ، قالت : فمر وعليه درع قد خرجت منها أطرافه ، فأنا أتخوف على أطراف سعد ، قالت : وكان من أعظم الناس وأطولهم ، قالت : فمر يرتجز وهو يقول : سعد
ليت قليلا يدرك الهيجا جمل ما أحسن الموت إذا حان الأجل
قالت : فقمت فاقتحمت حديقة ، فإذا فيها نفر من المسلمين فيهم وفيهم رجل عليه تسبغة له تعني المغفر ، قال : فقال عمر بن الخطاب : ويحك ما جاء بك ؟ ويحك ما جاء بك ؟ والله إنك لجريئة ، ما يؤمنك أن يكون تحوز وبلاء ، قالت : فما زال يلومني حتى تمنيت أن الأرض انشقت فدخلت فيها ، قال : فرفع الرجل التسبغة عن وجهه فإذا عمر ، قال فقال : يا طلحة بن عبيد الله ، ويحك قد أكثرت منذ اليوم ، وأين التحوز أو الفرار إلا إلى الله ، قالت : ويرمي عمر رجل من المشركين من سعدا قريش يقال له حبان بن العرقة بسهم ، فقال : خذها وأنا ابن العرقة ، فأصاب أكحله فقطعه فدعا الله فقال : اللهم لا تمتني حتى تقر عيني من قريظة وكانوا حلفاءه ومواليه في الجاهلية فرقأ كلمه ، وبعث الله الريح على المشركين وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا فلحق أبو سفيان بتهامة ، ولحق عيينة بن بدر بن حصن ومن معه بنجد ، ورجعت بنو قريظة فتحصنوا في صياصيهم ، ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فأمر بقبة فضربت على في المسجد ووضع السلاح ، قالت : فأتاه سعد جبريل فقال : أقد وضعت السلاح ، والله ما وضعت الملائكة السلاح ، فاخرج إلى بني قريظة فقاتلهم ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرحيل ولبس لأمته ، فخرج فمر على بني غنم ، وكانوا جيران المسجد ، فقال : من مر بكم ؟ فقالوا : مر بنا ، وكان دحية الكلبي دحية تشبه لحيته وسنته ووجهه بجبريل ، فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاصرهم خمسة وعشرين يوما ، فلما اشتد حصرهم واشتد البلاء عليهم قيل لهم : انزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستشاروا أبا لبابة فأشار إليهم بيده أنه الذبح ، فقالوا : ننزل [ ص: 496 ] على حكم ابن معاذ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : انزلوا على حكم ، فنزلوا وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن معاذ ، فحمل على حمار له إكاف من ليف ، وحف به قومه ، فجعلوا يقولون : يا سعد أبا عمرو ، حلفاؤك ومواليك وأهل النكاية ومن قد علمت ، لا يرجع إليهم قولا حتى إذا دنا من دارهم التفت إلى قومه فقال : قد آن أن لا يبالي في الله لومة لائم ، فلما طلع على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لسعد : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قوموا إلى سيدكم فأنزلوه ، قال أبو سعيد : سيدنا الله ، قال أنزلوه ، فأنزلوه ، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : احكم فيهم ، قال : فإني أحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم وتقسم أموالهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد حكمت فيهم بحكم الله وحكم رسوله ، قال : ثم دعا الله عمر فقال : اللهم إن كنت أبقيت على نبيك من حرب سعد قريش شيئا فأبقني لها ، وإن كنت قطعت الحرب بينه وبينهم فاقبضني إليك ، فقال : فانفجر كلمه وكان قد برأ حتى ما بقي منه إلا مثل الخرص ، قالت : فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجع إلى قبته التي كان ضرب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : فحضره رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد وأبو بكر ، قالت : فوالذي نفسي بيده ، إني لأعرف بكاء وعمر أبي بكر من بكاء وأنا في حجرتي ، وكانوا كما قال الله عمر رحماء بينهم قال علقمة : فقلت : أي أمه ، فكيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع ؟ قالت : كانت عينه لا تدمع على أحد ، ولكنه كان إذا وجد فإنما هو آخذ بلحيته .( 2 ) حدثنا قال أخبرنا يزيد بن هارون محمد بن عمرو قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال : جبريل أو قال ملك فقال : من رجل من أمتك مات الليلة ، استبشر بموته أهل السماء ، فقال : لا إلا أن يكون فإنه أمسى دنفا ، ما فعل سعد ؟ قالوا : يا رسول الله ، قد قبض ، وجاءه قوم فاحتملوه إلى دارهم ، قال : فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر ثم خرج وخرج الناس ، فبت رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس مشيا حتى إن شسوع نعالهم لتقطع من أرجلهم ، وإن أرديتهم لتسقط عن عواتقهم ، فقال رجل : يا رسول الله ، بتت الناس ؟ فقال : إني أخشى أن تسبقنا إليه الملائكة كما سبقتنا إلى سعد حنظلة ، قال لما نام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أمسى أتاه محمد : فأخبرني أشعث بن إسحاق قال : أم سعد براعة وجدا بعد أياد له ومجدا مقدم سد به مسدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كل البواكي يكذبن إلا سعدا أم سعد ، قال فحضره رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 497 ] وهو يغسل ، قال : فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ركبتيه فقال : دخل ملك ولم يكن له مجلس فأوسعت له ، وأمه تبكي وهي تقول : ويل محمد : وقال ناس من أصحابنا : أو جنازة سعد ، سعد قال ، فحدثني إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج لجنازته قال ناس من المنافقين : ما أخف سرير سعد بن إبراهيم : لقد نزل سبعون ألف ملك شهدوا جنازة سعد ما وطئوا الأرض قبل يومئذ سعد قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم مات محمد : فسمعت إسماعيل بن محمد بن سعد ودخل علينا الفسطاط ونحن ندفن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ فقال : ألا أحدثكم بما سمعت أشياخنا ؟ سمعت أشياخنا يحدثون : لقد نزل سبعون ألف ملك شهدوا جنازة سعد ما وطئوا الأرض قبل يومئذ سعد قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم مات محمد : فأخبرني أبي عن أبيه عن قالت : عائشة سعد بن معاذ ، قال ما كان أحد أشد فقدا على المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه أو أحدهما من محمد : وحدثني عن محمد بن المنكدر محمد بن شرحبيل أن رجلا أخذ قبضة من تراب قبر يومئذ ففتحها بعد فإذا هو مسك ، قال سعد محمد : وحدثني واقد بن عمرو بن سعد قال : وكان واقد من أحسن الناس وأطولهم ، قال : دخلت على قال فقال لي : من أنت ؟ قلت : أنا أنس بن مالك واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ ، قال : يرحم الله ، إنك سعدا لشبيه ، ثم قال : يرحم الله بسعد كان من أجمل الناس وأطولهم ، قال : سعدا أكيدر دومة فبعث إليه بجبة ديباج منسوج فيها ذهب ، فلبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام على المنبر فجلس فلم يتكلم ، فجعل الناس يلمسون الجبة ويتعجبون منها ؟ فقال : أتعجبون منها ؟ قالوا : يا رسول الله ، ما رأينا ثوبا أحسن منه ، قال : فوالذي نفسي بيده لمناديل في الجنة أحسن مما ترون سعد بن معاذ . بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
( 3 ) حدثنا عن وكيع سفيان عن عن أبي إسحاق قال : البراء في الجنة ألين مما ترون سعد . أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم ثوب حرير ، فجعلوا يتعجبون من لينه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لمناديل
[ ص: 498 ] حدثنا قال حدثنا يحيى بن آدم زهير عن قال : سمعت أبي إسحاق يقول وذكر المهلب بن أبي صفرة الحرورية تبييتهم فقال : قال أصحاب محمد : الخندق وهو يخاف أن يبيتهم : إن بيتم فإن دعواكم حم لا ينصرون أبو سفيان . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حفر
( 5 ) حدثنا عن محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن مجاهد قال : ابن عمر لقد اهتز العرش لحب لقاء الله ، قال : سعدا ورفع أبويه على العرش ، قال : تفسخت أعواده ، قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبره فاحتبس ، فلما خرج قالوا : يا رسول الله ، ما حبسك ؟ قال : ضم سعد في القبر ضمة فدعوت الله أن يكشف عنه .
( 6 ) حدثنا عن عبد الله بن إدريس عن الأعمش عن أبي سفيان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : جابر لقد اهتز العرش لموت سعد بن معاذ .
( 7 ) حدثنا قال أخبرنا يزيد بن هارون عن إسماعيل بن أبي خالد إسحاق بن راشد عن امرأة من الأنصار يقال لها قالت : أسماء بنت زيد بن سكن صاحت أمه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ لأم سعد : ألا يرقأ دمعك ويذهب حزنك أن ابنك أول من ضحك الله له واهتز له العرش . لما خرج بجنازة
( 8 ) حدثنا قال أخبرنا يزيد بن هارون محمد بن عمرو عن أبيه عن جده عن قالت : عائشة بذي الحليفة ، وكان غلمان الأنصار يتلقون أهاليهم ، فلقوا فنعوا له امرأته فتقنع ، فجعل يبكي ، فقلت : غفر الله لك ، أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولك من السابقة والقدم ما لك وأنت تبكي على امرأة ، قالت : فكشف رأسه ، فقال : صدقت لعمري ، ليحقن ألا أبكي على أحد بعد أسيد بن حضير ، وقد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال ، قلت : وما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : لقد اهتز العرش لوفاة سعد بن معاذ ، قالت : هو يسير بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ . قدمنا من حج أو عمرة فتلقينا
( 9 ) حدثنا عن هوذة بن خليفة عوف عن عن أبي نضرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي سعيد سعد بن معاذ . اهتز العرش لموت
( 10 ) حدثنا عن عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن رجل حدثه عن أبي إسحاق قال : حذيفة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اهتز العرش لروح سعد بن معاذ سعد بن معاذ . لما مات
[ ص: 499 ] حدثنا قال : حدثنا عبدة بن سليمان عن أبيه عن هشام بن عروة قالت : عائشة يوم سعد الخندق رماه رجل يقال له ابن العرقة ، قالت : فحوله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد وضرب عليه خيمة ليعوده من قريب . أصيب أكحل
( 12 ) حدثنا عن عبدة بن سليمان عن أبيه عن هشام بن عروة في قوله : عائشة إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر قالت : كان ذاك يوم الخندق .
( 13 ) حدثنا عن أبو أسامة عن أبيه هشام بن عروة الخندق قال ، وكان يوما شديدا لم يلق المسلمون مثله قط ، قال ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وأبو بكر معه جالس ، وذلك زمان طلع النخل ، قال ، وكانوا يفرحون به إذا رأوه فرحا شديدا ؛ لأن عيشهم فيه قال ، فرفع أبو بكر رأسه فبصر بطلعة وكانت أول طلعة رئيت ، فقال هكذا بيده طلعة يا رسول الله ، من الفرح ، قال : فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبسم وقال : اللهم لا تنزع منا صالح ما أعطيتنا أو صالحا أعطيتنا . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صاف المشركين يوم
( 14 ) حدثنا عن أبو أسامة عن شعبة عن أبي إسحاق قال : عمرو بن شرحبيل لما أصيب بالرمية يوم سعد بن معاذ الخندق ، وجعل دمه يسيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء أبو بكر فجعل يقول : وانقطاع ظهراه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم مه يا أبا بكر ، فجاء فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون عمر .
( 15 ) حدثنا قال أخبرنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة هشام عن أبيه قال : مسعود ، وكان نماما ، فلما كان يوم الخندق بعث أهل قريظة إلى أن ابعث إلينا رجالا يكونون في آطامنا حتى نقاتل أبي سفيان محمدا مما يلي المدينة ، وتقاتل أنت مما يلي الخندق ، فشق ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم أن يقاتل من وجهين ، فقال لمسعود : يا مسعود ، إنا نحن بعثنا إلى بني قريظة أن يرسلوا إلى فيرسل إليهم رجالا ، فإذا أتوهم قتلوهم ، قال : فما عدا أن سمع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم قال : فما تمالك حتى أتى أبي سفيان فأخبره ، فقال : صدق والله أبا سفيان محمد ما كذب قط ، فلم يبعث إليهم أحدا . كان في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يقال له
[ ص: 500 ] حدثنا قال حدثنا وكيع بن الجراح عبد الواحد بن أيمن عن أبيه عن قال : جابر بن عبد الله الخندق ثلاثا ما ذاقوا طعاما ، فقالوا : يا رسول الله ، إن هاهنا كدية من الجبل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رشوا عليها الماء ، فرشوها ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ المعول أو المسحاة ثم قال : بسم الله ، ثم ضرب ثلاثا فصارت كثيبا ، قال : فحانت مني التفاتة ، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شد على بطنه حجرا جابر . مكث النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يحفرون
( 17 ) حدثنا عن أبو الأحوص عن أبي إسحاق قال : البراء الخندق ، ينقل التراب حتى وارى التراب شعر صدره ، وهو يرتجز برجز يقول : عبد الله بن رواحة
اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الألى قد بغوا علينا وإن أرادوا فتنة أبينا
( 18 ) حدثنا عن أبو خالد الأحمر حميد عن قال : أنس والمهاجرون والأنصار يحفرون الخندق ، فلما نظر إليهم قال :
ألا إن العيش عيش الآخره فاغفر للأنصار والمهاجره
نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا أبدا
( 19 ) حدثنا قال أخبرنا يزيد بن هارون عن ابن أبي ذئب عن المقبري عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه قال : الخندق عن الظهر والعصر والمغرب والعشاء حتى كفينا ذلك ، وذلك قول الله : وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر فأقام ثم صلى الظهر كما كان يصليها قبل ذلك ثم أقام العصر فصلاها كما كان يصليها قبل ذلك ثم أقام فصلى المغرب كما كان يصليها قبل ذلك ثم أقام فصلى العشاء كما كان يصليها قبل ذلك ، وذلك قبل أن ينزل بلالا فإن خفتم فرجالا أو ركبانا . حبسنا يوم
[ ص: 501 ] حدثنا عن أبو خالد الأحمر يحيى بن سعيد عن [ عن سعيد بن المسيب ] عمر بن الخطاب الخندق الظهر والعصر حتى غابت الشمس . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يصل يوم
( 21 ) حدثنا عن عبد الله بن إدريس أبي معشر قال : الحارث بن عوف وعيينة بن حصن فقالا لرسول الله صلى الله عليه وسلم عام الخندق : نكف عنك غطفان على أن تعطينا ثمار المدينة ، قال : فراوضوه حتى استقام الأمر على نصف ثمار المدينة ، فقالوا : اكتب بيننا وبينك كتابا ، فدعا بصحيفة ، قال : والسعدان : سعد بن معاذ جالسان ، فأقبلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا : أشيء أتاك عن الله ليس لنا أن نعرض فيه ، قال : لا ، ولكني أردت أن أصرف وجوه هؤلاء عني ويفرغ وجهي لهؤلاء ، قال : قالا له ما نالت منا وسعد بن عبادة العرب في جاهليتنا شيئا إلا بشرى أو قرى . جاء
( 22 ) حدثنا قال أخبرنا يزيد بن هارون عن هشام بن حسان محمد عن عبيدة عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم الخندق : حبسونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ، ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا .
( 23 ) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان وابن إدريس عن عن عبيد الله بن عمر عن نافع قال : عرضني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ابن عمر الخندق وأنا ابن خمس عشرة فأجازني إلا أن ابن إدريس قال : عرضت .
( 24 ) حدثنا عن عبد الرحيم بن سليمان هشام عن أبيه الخندق : من رجل يذهب فيأتينا بخبر بني قريظة فركب فجاءه بخبرهم ، ثم عاد فقال ثلاث مرات : من يجيئني بخبرهم ؟ فقال الزبير : نعم ، قال : وجمع النبي صلى الله عليه وسلم الزبير أبويه فقال : فداك أبي وأمي ، وقال للزبير : لكل نبي حواري ، وحواري للزبير وابن عمتي الزبير . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم
( 25 ) حدثنا قال حدثنا هوذة بن خليفة عوف عن ميمون قال حدثنا قال : البراء بن عازب الخندق عرض لنا في بعض الجبل صخرة عظيمة شديدة ، لا تدخل فيها المعاول ، فاشتكينا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآها أخذ المعول وألقى ثوبه ، وقال : باسم الله ، ثم ضرب ضربة فكسر ثلثها ، وقال : والله أكبر ، أعطيت مفاتيح الشام ، والله إني لأبصر قصورها [ ص: 502 ] الحمر الساعة ، ثم ضرب الثانية فقطع ثلثا آخر فقال : الله أكبر ، أعطيت مفاتيح فارس ، والله إني لأبصر قصر المدائن الأبيض ، ثم ضرب الثالثة فقال : باسم الله ، فقطع بقية الحجر ، وقال : الله أكبر ، أعطيت مفاتيح اليمن ، والله إني لأبصر أبواب صنعاء . لما كان حيث أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحفر
( 26 ) حدثنا قال أخبرنا هشيم عن أبو الزبير عن جابر عن نافع بن جبير أبي عبيدة عن عبد الله الخندق عن أربع صلوات حتى ذهب من الليل ما شاء الله فأمر ، فأذن وأقام الظهر ثم أقام فصلى العصر ، ثم أقام فصلى المغرب ، ثم أقام فصلى العشاء بلالا . أن المشركين شغلوا النبي صلى الله عليه وسلم يوم
( 27 ) حدثنا عن وكيع سفيان عن عن عبد الكريم عكرمة صفية كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق . أن
( 28 ) حدثنا عن وكيع سفيان عن عن عبد الكريم عكرمة قال : الخندق قام رجل من المشركين فقال : من يبارز ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قم يا ، فقالت زبير صفية : يا رسول الله ، واحدي ، فقال : قم يا ، فقام زبير ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيهما علا صاحبه قتله ، فعلاه الزبير فقتله ، ثم جاء بسلبه فنفله النبي صلى الله عليه وسلم إياه الزبير . لما كان يوم
( 29 ) حدثنا عن وكيع عن جرير بن حازم يعلى بن حكيم والزبير بن الخريت كلهم عن وأيوب السختياني عكرمة نوفلا أو ابن نوفل تردى به فرسه يوم الخندق فقتل ، فبعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم بديته مائة من الإبل ، فأبى النبي صلى الله عليه وسلم وقال : خذوه فإنه خبيث الدية خبيث الجثة أبو سفيان . أن