الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                        المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

                                                                                        ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        [ ص: 227 ] 7 - باب بناء الكعبة

                                                                                        4219 \ 1 - قال إسحاق : أخبرنا النضر بن شميل ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن سماك بن حرب ، عن خالد بن عرعرة ، فذكر قصة فيها : ثم حدث ، يعني : عليا رضي الله عنه ، قال : إن إبراهيم عليه الصلاة والسلام أمر ببناء البيت ، فضاق به ذرعا ، فلم يدر كيف يبني ، فأنزل الله عز وجل السكينة وهي ريح خجوج ، فتطوقت له مثل الحجفة فبنى عليها ، فكان كل يوم يبني ساقا - يعني : بناء - ومكة شديدة الحر ، فلما بلغ عليه السلام موضع الحجر ، قال لإسماعيل عليه الصلاة والسلام : اذهب فالتمس حجرا ، فذهب إسماعيل عليه السلام يطوف في الجبال ، ونزل جبريل عليه السلام بالحجر ، فجاء إسماعيل عليه السلام ، وقال : من أين هذا ؟ فقال : من عند من لا يتكل على بنائي وبنائك ، فوضعه .

                                                                                        ثم انهدم فبنته العمالقة ، ثم انهدم فبنته جرهم ، ثم انهدم فبنته قريش ، فلما أرادوا أن يضعوا الحجر تنازعوا فيه ، فقالوا : أول من يخرج من هذا الباب باب بني شيبة ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : هذا الأمين .

                                                                                        فأمر صلى الله عليه وسلم بثوب فبسطه فوضعه فيه ، وأمر من كل قوم رجلا ، فأخذ بناحية من الثوب فرفعه ، فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه .

                                                                                        [ ص: 228 ] [ ص: 229 ] [ ص: 230 ]

                                                                                        4219 \ 2 - وقال الطيالسي : حدثنا حماد ، وقيس وهو ابن الربيع ، وسلام وهو أبو الأحوص ، كلهم عن سماك بن حرب ، عن خالد بن عرعرة ، عن علي رضي الله عنه ، قال : لما هدم البيت بعد جرهم ، بنته قريش ، فلما أرادوا أن يضعوا الحجر تشاجروا من يضعه ، فاتفقوا أن يضعه أول من يدخل من هذا الباب ، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم من باب بني شيبة ، فأمر بثوب فوضع الحجر في وسطه ، وأمر كل فخذ أن يأخذوا بطائفة من الثوب ، فرفعوه ، وأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                                        [ ص: 231 ]

                                                                                        4219 \ 3 - وقال أبو بكر : حدثنا أبو الأحوص ، عن سماك ، عن خالد بن عرعرة ، عن علي رضي الله عنه ، قال : لما أرادوا أن يرفعوا الحجر ، يعني : قريشا ، اختصموا فيه ، فقالوا : نحن نحكم بيننا أول رجل يخرج من هذه السكة ، قال : فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من خرج عليهم ، فجعلوه في مرط ، ثم رفعه جميع القبائل كلها ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ رجل شاب ، يعني : قبل البعثة .

                                                                                        4219 \ 4 - وقال الحارث : حدثنا العباس بن الفضل الأزرق ، ببغداد إملاء ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن سماك بن حرب ، عن خالد ، قال : فقال رجل لعلي رضي الله عنه ، أخبرني عن بنائه ، قال : أوحى الله تعالى إلى إبراهيم أن ابن لي بيتا ، قال : فضيق على إبراهيم عليه السلام ذرعا ، فأرسل الله تعالى ريحا يقال لها : السكينة ، ويقال : الخجوج ، لها عينان ورأس ، فأوحى الله تعالى إلى إبراهيم أن يسير إذا سارت ، ويقيل إذا قالت ، فسارت حتى انتهت إلى موضع البيت ، فتطوقت عليه مثل الحجفة ، وهي بإزاء البيت المعمور ، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ، لا يعودون إليه إلى يوم القيامة ، فجعل إبراهيم وإسماعيل يبنيان كل يوم ساقا ، فإذا اشتد عليهما الحر ، استظلا في ظل الجبل ، فلما بلغا موضع الحجر ، قال إبراهيم لإسماعيل : ائتني بحجر أضعه يكون علما للناس ، فاستقبل إسماعيل الوادي وجاء بحجر ، فاستصغره إبراهيم ورمى به ، وقال : جئني بغيره ، فذهب إسماعيل ، وهبط جبريل على إبراهيم بالحجر الأسود ، فجاء إسماعيل ، فقال له إبراهيم : قد [ ص: 232 ] جاءني من لم يكلني فيه إلى حجرك ، قال : فبنى البيت ، وجعل يطوف حوله ، ويطوفون ويصلون ، حتى ماتوا وانقرضوا ، فتهدم البيت ، فبنته العمالقة ، فكانوا يطوفون به حتى ماتوا وانقرضوا ، فبنته قريش ، فلما بلغوا موضع الحجر اختلفوا في وضعه ، فقالوا : أول من يطلع من الباب ... الحديث .

                                                                                        [ ص: 233 ]

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية