[ ص: 263 ] 12 - باب الهجرة إلى الحبشة
4231 - قال : حدثنا أبو يعلى حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن أبي إسرائيل ، ، حدثنا النضر بن شميل ، عن ابن عون عمير بن إسحاق ، قال : جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ائذن لي أن آتي أرضا أعبد الله تعالى فيها لا أخاف أحدا ، فأذن له ، فأتى النجاشي .
قال : فحدثني رضي الله عنه قال : فلما رأيت مكانه حسدته ، قلت : والله لأستقتلن لهذا وأصحابه ، فأتيت عمرو بن العاص النجاشي فدخلت معه عليه ، فقلت : إن بأرضك رجلا ابن عمه بأرضنا ، وإنه يزعم أنه ليس للناس إلا إله واحد ، وإنك والله إن لم تقتله وأصحابه لا أقطع إليك هذه النطفة أبدا ، لا أنا ولا أحد من أصحابي ، قال : ادعه ، قلت : إنه لا يجيء معي فأرسل معي رسولا ، فجاء فلما انتهى إلى الباب [ ص: 264 ] ناديت : ائذن لعمرو بن العاص ، فنادى هو من خلفي : ائذن لعبد الله ، قال : فسمع صوته فأذن له قبلي ، قال : فدخل هو وأصحابه ، قال : فأذن لي ، فدخلت فإذا هو جالس ، فذكر أين كان مقعده من السرير ، فلما رأيته جئت حتى قعدت بين يديه وجعلته خلف ظهري ، وأقعدت بين كل رجلين رجلا من أصحابي ، قال : فقال النجاشي : نحروا نحروا ، أي : تكلموا ، فقال عمرو : إن ابن عم هذا بأرضنا ، وإنه يزعم أنه ليس للناس إلا إله واحد ، وإنك والله إن لم تقتله وأصحابه لا أقطع هذه النطفة إليك أبدا ، ولا أحد من أصحابي ، قال : فتشهد ، فأنا أول ما سمعت التشهد يومئذ ، فقال : صدق ابن عمي ، وأنا على دينه ، قال : فصاح ، وقال : أوه ، حتى قلت : إن الحبشة لا تتكلم ، قال : أناموس مثل ناموس موسى ؟ ما يقول في عيسى ؟ قال : يقول : هو روح الله وكلمته ، قال : فتناول شيئا من الأرض فقال : ما أخطأ شيئا مما قال ولا هذه ، ولولا ملكي لتبعتكم ، وقال لي : ما كنت لأبالي أن لا تأتيني أنت ولا أحد من أصحابك أبدا ، وقال لجعفر رضي الله عنه : اذهب فأنت آمن بأرضي ، فمن ضربك قتلته ، ومن سبك غرمته وقال لآذنه : متى أتاك هذا يستأذن علي فأذن له ، إلا أن أكون عند أهلي ، فإن كنت عند أهلي فأخبره ، فإن أبى فأذن له ، قال : وتفرقنا فلم يكن أحد أحب إلي من أكون لقيته خاليا من جعفر ، فاستقبلني في طريق مرة ، فلم أر أحدا ونظرت خلفي فلم أر أحدا ، قال : فدنوت فأخذت بيده ، فقلت : تعلم أني أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ؟ قال : فقال : هداك الله تعالى ، فاثبت ، قال : وتركني وذهب .
[ ص: 265 ] قال : فأتيت أصحابي ، فكأنما شهدوا معي ، فأخذوني فألقوا علي قطيفة ، أو ثوبا ، فجعلوا يغممونني ، فجعلت أخرج رأسي من هذه الناحية مرة ، ومن هذه الناحية مرة ، حتى أفلت وما علي قشرة ، قال : فلقيت حبشية فأخذت قناعها ، فجعلته على عورتي ، فقالت كذا وكذا ، فقلت كذا وكذا ، فأتيت جعفرا رضي الله عنه فقال : ما لك ؟ فقلت : ذهب كل شيء لي حتى ما ترك علي قشرة ، وما الذي ترى علي إلا قناع حبشية ، قال : فانطلق ، وانطلقت معه حتى أتيت إلى باب الملك ، فقال : ائذن لحزب الله ، قال : آذنه ، إنه مع أهله ، قال : استأذن ، فاستأذن ، فأذن له ، فقال : إن عمرا قد تابعني على ديني ، قال : كلا ، قال : بلى ، قال : كلا ، قال : بلى ، فقال لإنسان : اذهب معه فإن كان فعل فلا يقول شيئا إلا كتبته ، قال : نعم ، فجعل يكتب ما أقول حتى ما تركت شيئا حتى القدح ، ولو شاء أن آخذ من أموالهم إلى مالي لفعلت استأذن .
هذا إسناد حسن ، إلا أنه مخالف للمشهور أن إسلام عمرو رضي الله عنه كان على يد النجاشي نفسه .
تفرد به عمير بن إسحاق ، ولم يرو عنه غير ، وقد قال عبد الله بن عون ابن معين : لا يساوي شيئا ، ووثقه مرة ، وفي الجملة يكتب حديثه .
وقال البزار : لا نعلمه يروى عن عمرو رضي الله عنه إلا بهذا الإسناد .
[ ص: 266 ] [ ص: 267 ]