الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                        المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

                                                                                        ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        4243 - وقال أبو يعلى : حدثنا جعفر بن حميد ، حدثنا عبيد الله بن إياد ، عن أبيه ، عن قيس بن النعمان رضي الله عنه ، قال : لما انطلق النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه مستخفيين في الغار ، مرا بعبد يرعى غنما ، فاستسقا من اللبن ، فقال : والله ما لي شاة تحلب ، غير أن هاهنا عناقا حملت أوان الشتاء ، فما بقي لها لبن وقد اهتجنت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ائتنا بها ، فدعا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبركة ثم حلب عسا فسقى أبا بكر رضي الله عنه ، ثم حلب آخر فسقى الراعي ، ثم حلب فشرب صلى الله عليه وسلم ، فقال العبد : بالله من أنت ؟ ما رأيت مثلك قط ، قال : وتراك إن أخبرتك تكتم علي ؟ قال : نعم ، قال صلى الله عليه وسلم : فإني محمد رسول الله قال : أنت الذي تزعم قريش أنك صابئ ؟ قال صلى الله عليه وسلم : إنهم ليقولون ذلك ، قال : فإني أشهد أنك لرسول الله ، وأن ما جئت به حق ، وأنه ليس يفعل ما فعلته إلا نبي ، ثم قال : أتبعك ؟ قال صلى الله عليه وسلم : لا ، حتى تسمع أنا قد ظهرنا ، فإذا بلغك ذلك فاخرج ، فتبعه بعدما خرج من الغار .

                                                                                        [ ص: 304 ] [ ص: 305 ]

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية