أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، يونس، عن قال: حدثنا ابن [ ص: 32 ] إسحاق، عن شيخ من بني قريظة أنه قال: عاصم بن عمر بن قتادة، ثعلبة وأسيد ابني سعية وأسد بن عبيد نفر من هزل، لم يكونوا من بني قريظة ولا نضير، كانوا فوق ذلك، فقلت: لا، قال: فإنه قدم علينا رجل من الشام من يهود يقال له ابن الهيبان، فذكر القصة بمعنى رواية جرير، وزاد قال: فلما كانت تلك الليلة التي افتتحت فيها قريظة قال أولئك الفتية الثلاثة، وكانوا شبابا أحداثا: يا معشر يهود، هذا الذي كان ذكر لكم ابن الهيبان.
قالوا: ما هو؟ قال: بلى، والله إنه لهو يا معشر يهود إنه والله لهو بصفته.
ثم نزلوا فأسلموا وخلوا أموالهم وأولادهم وأهاليهم، قالوا: وكانت أموالهم في الحصن مع المشركين، فلما فتح، رد ذلك عليهم وخرج في تلك الليلة - فيما زعم - ابن إسحاق عمرو بن سعدى القرظي، فمر بحرس رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه تلك الليلة، فلما رآه قال: من هذا؟ قال: أنا محمد بن مسلمة عمرو بن سعدى.
وكان عمرو قد أبى أن يدخل مع بني قريظة في غدرهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: لا أغدر بمحمد أبدا.
فقال حين عرفه: اللهم لا تحرمني عثرات الكرام. محمد بن مسلمة
ثم خلى سبيله فخرج، حتى بات في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة تلك الليلة، ثم ذهب فلم يدر أين ذهب من الأرض إلى يومه هذا، فذكر شأنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ذاك رجل نجاه الله بوفائه" . هل تدري عما كان إسلام
وبعض الناس يزعم أنه كان أوثق فيمن أوثق من بني قريظة حين نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأصبحت رمته ملقاة ولا يدرى أين ذهب، فأنزل الله عز وجل في أمر الخندق وأمر بني قريظة القرآن في سورة الأحزاب، يذكر فيها ما نزل من البلاء ونعمته عليهم، وكفايته إياهم، إذ فرج ذلك عنهم بعد سوء الظن، وقول من قال من أهل النفاق: يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا الآية.