قال: فغضب وقال وهو يريد المهاجرين من القبائل الذين يقدمون على رسول الله صلى الله عليه وسلم للإسلام:
أمسى الجلابيب قد زاغوا وقد كثروا وابن الفريعة أمسى بيضة البلد
فخرج رجل من بني سليم مغضبا من قول حسان فرصده، فلما خرج ضربه السلمي حتى قيل قتله لا يرى إلا أنه فإنه بلغنا أنه ضرب صفوان بن المعطل، حسان بالسيف، فلم يقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في ضربه إياه بالسيف، فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب السلمي حسان، فقال لهم: خذوه فإن هلك حسان فاقتلوه به فخذوه فأسروه وأوثقوه، فبلغ ذلك فخرج في قومه إليهم فقال: أرسلوا الرجل، فأبوا عليه، فقال: عمدتم إلى قوم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتشتمونهم وتؤذونهم وقد زعمتم أنكم نصرتموهم. سعد بن عبادة،فغضب سعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولقومه، فقال: أرسلوا الرجل [ ص: 77 ] فأبوا عليه حتى كاد أن يكون بينهم قتال ثم أرسلوه، فخرج به سعد إلى أهله فكساه حلة، ثم أرسله فبلغنا أن السلمي دخل المسجد ليصلي فيه، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: فقال: كساني "من كساك؟ كساه الله من ثياب الجنة" سعد بن عبادة.
ثم ذكر قصة موسى بن عقبة عبد الله بن أبي في الإنفاق على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزول إذا جاءك المنافقون ولم يتعرض لذكر حديث الإفك في هذه الغزوة.
وفي رواية الزهري عن الجماعة، عن عائشة حتى استعذر النبي صلى الله عليه وسلم من عبد الله بن أبي، فقام سعد بن معاذ الأنصاري، فقال: يا رسول الله، أنا أعذرك منه، وقد مضى الحديث الصحيح عن عروة، عن عائشة في قصة رمي سعد بن معاذ يوم الخندق في أكحله ووفاته من تلك الرمية بعد قريظة، فإن كان قول من قال: إن وهي غزوة قصة الإفك كانت في غزوة المريسيع، بني المصطلق محفوظا فيشبه أن يكون جرح سعد بن معاذ رضي الله عنه لم ينفجر حتى كان بعد المريسيع وحديث الإفك.
وذكر أبو عبد الله بن مندة الحافظ أن سعد بن معاذ توفي بالمدينة سنة خمس من الهجرة.
وذكرنا فيما تقدم أن غزوة بني المصطلق كانت في شعبان سنة خمس من الهجرة، فكأن سعدا مات بعد شعبان في هذه السنة.
والله أعلم.