[ ص: 287 ] باب ما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما منح الأنصار المهاجرين حين قدموا المدينة بعد ما فتح الله تعالى عليه النضير وقريظة وخيبر
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو بكر بن عبد الله، قال: أخبرنا قال: حدثنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا حرملة بن يحيى، ابن وهب، قال: أخبرنا يونس، عن عن أنس، قال: ابن شهاب، مكة إلى المدينة، قدموا وليس بأيديهم شيء، وكان الأنصار أهل أرض وعقار فقاسمهم الأنصار على أن أعطوهم أنصاف ثمار أموالهم كل عام ويكفونهم العمل والمؤونة، وكانت أم أنس بن مالك تدعى أم سليم، وكانت أم عبد الله بن أبي طلحة وكان أخا أنس بن مالك لأمه، وكانت أعطت أم أنس رسول الله صلى الله عليه وسلم عذاقا لها فأعطاهن رسول الله صلى الله عليه وسلم أم أيمن مولاته أم أسامة بن زيد.
قال لما قدم المهاجرون من وأخبرني ابن شهاب: أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ من قتال أهل خيبر وانصرف إلى المدينة رد المهاجرين إلى الأنصار منائحهم التي [ ص: 288 ] كانوا منحوهم من ثمارهم، ورد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أمي عذاقها وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم أم أيمن مكانهن من حائطه.
قال وكان من شأن ابن شهاب: أم أيمن أم أسامة بن زيد أنها كانت وصيفة لعبد الله بن عبد المطلب، وكانت من الحبشة فلما ولدت آمنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما توفي أبوه، فكانت أم أيمن تحضنه حتى كبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقها ثم أنكحها ثم توفيت بعد ما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمسة أشهر. زيد بن حارثة
رواه مسلم في الصحيح عن حرملة.