وأخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، قال: حدثنا قال: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، أخبرنا عبد الرزاق، معمر، عن قتادة، عن عبد الله بن رباح، عن أبي قتادة، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في جيش فلما كان في بعض الطريق تخلف لبعض حاجته، وتخلفت عنه بميضأة وهي الإداوة.
قال أبو قتادة: فقضى حاجته، ثم جاءني فسكبت عليه من الميضأة فتوضأ، وقال لي: احفظها فلعله أن يكون لبقيتها شأن وسار الجيش فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن يطيعوا أبا بكر وعمر يرفقوا بأنفسهم، وإن يعصوهما يشقوا على أنفسهم" ، قال: وكان أبو بكر وعمر أشارا عليهم أن لا [ ص: 286 ] ينزلوا حتى لا يبلغوا الماء، وقال بقية الناس: بل ننزل حتى يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلوا فجئناهم في نحر الظهيرة، وقد هلكوا من العطش فدعاني بالميضأة فأتيته بها، فاصطبها ثم جعل يصب لهم، فتوضأ لهم فشربوا حتى رووا، وتوضؤوا وملؤوا كل إناء معهم، حتى جعل يقول: "هل من مائي؟" قال: فخيل إلي أنها كما أخذها وكانوا اثنين وسبعين رجلا.