[ ص: 157 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: أنبأنا أبو جعفر البغدادي، قال: حدثنا أبو علاثة، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عن ابن لهيعة، أبي الأسود، عن عروة.
(ح) وأنبأنا أبو الحسين بن الفضل القطان، ببغداد، قال: حدثنا أبو عتاب العبدي، قال: حدثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة، قال: حدثنا قال: حدثنا ابن أبي أويس، إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه قالا: موسى بن عقبة، ثم الطائف، وترك السبي سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بالجعرانة وملئت عرش مكة منهم، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأكمة عند حصن الطائف بضع عشرة ليلة يقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتقاتلهم ثقيف من وراء الحصن بالحجارة والنبل، ولم يخرج إليه أحد منهم غير أبي بكرة بن مسروح أخي زياد لأمه، فأعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكثرت الجراح، وقطعوا طائفة من أعنابهم ليغيظوهم بها، فقالت ثقيف: لا تفسدوا الأموال فإنها لنا أو لكم، واستأذنه المسلمون في مناهضة الحصن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أرى أن نفتحه وما أذن لنا فيه الآن" هذا لفظ حديث موسى، وحديث عروة بمعناه، قال موسى: وزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انصرف إلى الطائف أمر بقصر مالك بن عوف فحرق، وأقاد بها رجلا من رجل قتله، ويقال: إنه أول قتيل أقيد في الإسلام ".
وزاد عروة في روايته: قال: " وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين حين حاصروا [ ص: 158 ] ثقيفا أن يقطع كل رجل من المسلمين خمس نخلات أو حبلات من كرومهم، فأتاه فقال: يا رسول الله إنها عفاء لم تؤكل ثمارها، فأمرهم أن يقطعوا ما أكلت ثمرته الأول فالأول، وبعث مناديا ينادي: من خرج إلينا فهو حر، فاقتحم إليهم نفر منهم: عمر بن الخطاب أبو بكرة بن مسروح أخو زياد بن أبي سفيان لأمه، فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفع كل رجل منهم إلى رجل من المسلمين يعوله ويحمله ".