الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا بذلك أبو الحسين بن الفضل القطان، أنبأنا عبد الله بن جعفر النحوي، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا زيد بن المبارك الصنعاني، وعيسى بن محمد المروزي، كان جاور بمكة حتى مات، قالا: حدثنا محمد بن إسحاق الصنعاني، حدثنا سليمان بن وهب، عن النعمان بن بزرج، قال: " خرج أسود الكذاب وكان رجلا من بني عنس، وكان معه شيطانان يقال لأحدهما سحيق [ ص: 336 ] والآخر شقيق، وكانا يخبرانه بكل شيء يحدث من أمر الناس، فسار الأسود حتى أخذ ذمار، وكان باذان إذ ذاك مريضا بصنعاء، فلما مات، جاء الأسود شيطانه وهو على قصر ذمار، فأخبره بموت باذان، فنادى الأسود في قومه: يا آل يحابر، ويحابر فخذ من مراد: إن سحيقا قد أجار ذمار، وأباح لكم صنعاء " فذكر الحديث في خروجه إلى صنعاء، وأخذه صنعاء واستنكاحه المرزبانة امرأة باذان، وإرسالها إلى داذويه خليفة باذان، وفيروز، وخرزاذ بن بزرج وجرجست هذا الشيطان فائتمروا به وأنا أكفيكموه، وأنهم ائتمروا بقتله مع قيس بن عبد يغوث، فاجتمع داذويه، وفيروز، وأصحابهما، وكان على باب الأسود ألف رجل يحرسونه، فجعلت المرزبانة تسقيه خمرا صرفا فكلما قال: شوبوه صبت عليه من خمر كان حتى سكر، فدخل في فراش باذان، وكان من ريش.

                                        فانقلب عليه الفراش وجعل داذويه وأصحابه ينضحون الجدار بالخل ويحفرونه من نحو بيوت أهل بزرج بحديدة، حتى فتحوه قريبا منه، فذكر الحديث في دخول داذويه، وجرجست، فلم يرزقا قتله، فخرجا فدخل فيروز، وابن بزرج فأشارت إليهما المرأة أنه في الفراش، فتناول فيروز برأسه ولحيته فعصر عنقه فدقها وطعنه ابن بزرج بالخنجر فشقه من ترقوته إلى عانته، ثم احتز رأسه، وخرجوا وأخرجوا المرأة معهم وما أحبوا من متاع البيت، وذكر الحديث وأما قتل مسيلمة في حرب اليمامة في أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه فإنه مشهور، وسنأتي عليه في ذكر أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه إن شاء الله عز وجل.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية