الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        [ ص: 250 ] باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى أكيدر دومة، وما ظهر في إخباره عن وجوده وهو يصيد البقر من آثار النبوة

                                        أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، قال: حدثنا يونس، عن ابن إسحاق ، قال: حدثنا يزيد بن رومان، وعبد الله بن أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى أكيدر بن عبد الملك رجل من كندة كان ملكا على دومة وكان نصرانيا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخالد: "إنك ستجده يصيد البقر" ، فخرج خالد حتى إذا كان من حصنه منظر العين في ليلة مقمرة صافية، وهو على سطح ومعه امرأته، فأتت البقر تحك بقرونها باب القصر، فقالت له امرأته: هل رأيت مثل هذا قط؟ قال: لا والله، قالت: فمن يترك مثل هذا؟ قال: لا أحد، فنزل فأمر بفرسه فأسرج له، وركب معه نفر من أهل بيته فيهم أخ له يقال له حسان، فخرجوا معهم بمطاردهم فتلقتهم خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذته وقتلوا أخاه حسان، وكان عليه قباء ديباج مخوص [ ص: 251 ] بالذهب فاستلبه إياه خالد بن الوليد، فبعث به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل قدومه عليه، ثم إن خالدا قدم بالأكيدر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فحقن له دمه، وصالحه على الجزية، وخلى سبيله، فرجع إلى قريته، فقال رجل من طيئ يقال له بجير بن بجرة يذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لخالد: إنك ستجده يصيد البقر، وما كانت صنعة البقرة تلك الليلة حتى استخرجته لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم .


                                        تبارك سائق البقرات إني رأيت الله يهدي كل هاد     فمن يك حائدا عن ذي تبوك
                                        فإنا قد أمرنا بالجهاد"

                                        زاد فيه غيره وليس في روايتنا: فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يفضض الله فاك" ، فأتى عليه تسعون سنة فما تحرك له ضرس ولا سن.


                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية