أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا أحمد بن عبد الجبار عن يونس بن بكير، ، قال: ابن إسحاق " قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فروة بن مسيك المرادي مفارقا لملوك كندة مباعدا لهم، وقد كان قبيل الإسلام بين همدان ومراد وقعة أصابت فيها همدان من مراد حتى أثخنوهم في يوم يقال له يوم الردم، فلما توجه فروة بن مسيك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال شعرا:
لما رأيت ملوك كندة أعرضت كالرجل خان الرجل عرق نسائها يممت راحلتي أؤم محمدا
أرجو فواضلها وحسن ثرائها
قال: عمرو بن معدي كرب في ناس من بني زبيد فأسلم، فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتد وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو قلت: يعني فيمن ارتد من أهل الردة، ثم عاد إلى الإسلام قال وقد قيل: إن ابن إسحاق: عمرا لم يأت النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال:
إنني بالنبي موقنة نفـ ـسي وإن لم أر النبي عيانا
سيد العالمين طرا وأدنا هم إلى الله حين ثاب مكانا
جاءنا بالناموس من لدن الله وكان الأمين فيه المعانا
حكمه بعد حكمة وضياء قد هدينا بنورها من عمانا
وركبنا السبيل حين ركبناه جديدا بكرهنا ورضانا
وعبد الإله حقا وكنا للجهالات نعبد الأوثانا
وائتلفنا به وكنا عدوا ورجعنا به معا إخوانا
فعليه السلام والسلم منا حيث كنا من البلاد وكانا
إن نكن لم نر النبي فإنا قد تبعنا سبيله إيمانا
[ ص: 370 ] قال ابن إسحاق: في وفد الأشعث بن قيس كندة . وقدم
حدثني الزهري، قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثمانين أو ستين راكبا من الأشعث بن قيس كندة، فدخلوا عليه جميعهم مسجده، قد رجلوا جممهم، وتكحلوا ولبسوا جباب الحبرات مكففة بالحرير، فلما دخلوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أولم تسلموا؟" قالوا: بلى، قال: "فما بال هذا الحرير في أعناقكم" ، فشقوه، ونزعوه، وألقوه، ثم قال الأشعث: يا رسول الله، نحن بنو آكل المرار وأنت ابن آكل المرار، قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: " ناسبوا بهذا النسب ابن ربيعة بن الحارث، كانا تاجرين وكانا إذا سارا بأرض العرب سئلا: من أين أنتما؟ قالا: نحن بنو آكل المرار يتعززون بذلك في العرب ويدفعون به عن أنفسهم لأن بني آكل المرار من كندة كانوا ملوكا نحن والعباس بن عبد المطلب، بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا ".