[ ص: 372 ] باب صرد بن عبد الله على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد من الأسد وإسلامه ورجوعه إلى قدوم جرش وقدوم رجلين من جرش على النبي صلى الله عليه وسلم وإخباره إياهما بإصابة صرد قومهما في الساعة التي أصابهم فيها، وما ظهر في ذلك من آثار النبوة
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ، حدثنا أحمد بن عبد الجبار يونس، عن قال: " ابن إسحاق، وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم صرد بن عبد الله الأزدي فأسلم وحسن إسلامه في وفد من الأزد، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على من أسلم من قومه، وأمره أن يجاهد بمن أسلم من كان يليه من أهل الشرك من قبائل اليمن ، فخرج صرد بن عبد الله يسير بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل بجرش وهي يومئذ مدينة مغلقة وبها قبائل من قبائل اليمن ، وقد ضوت إليهم خثعم فدخلوها معهم حين سمعوا بمسير المسلمين إليهم، فحاصروهم فيها قريبا من شهر، وامتنعوا منه فيها، ثم رجع عنهم قافلا حتى إذا كان في جبل لهم يقال له كشر ظن أهل [ ص: 373 ] جرش أنه إنما ولى عنهم منهزما، فخرجوا في طلبه حتى إذا أدركوه عطف عليهم فقاتلهم قتالا شديدا، وقد كان أهل جرش بعثوا منهم رجلين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة يرتادان وينظران، فبينما هما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية بعد الفطر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بأي بلاد شكر؟" فقال الجرشيان: يا رسول الله ببلادنا جبل يقال له كشر، وكذلك يسميه أهل جرش، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس بكشر، ولكن شكر" ، قال: فما له يا رسول الله؟ قال: "إن بدن الله لتنحر عنده الآن" ، فجلس الرجلان إلى أبي بكر، وإلى عثمان، فقالا لهما: ويحكما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لينعي لكما قومكما، فقوما فسلاه أن يدعو الله عز وجل فيرفع عن قومكما، فقاما إليه فسألاه ذلك، فقال: "اللهم ارفع عنهم" ، فخرجا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعين إلى قومهما، فوجدوا قومهما أصيبوا يوم أصابهم صرد بن عبد الله في اليوم الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال في الساعة التي ذكر فيها ما ذكر، فخرج وفد جرش حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا، وحمى لهم حمى حول قريتهم على أعلام معلومة للفرس والراحلة وللمثيرة بقرة الحرث ".