[ ص: 378 ] باب معاوية بن حيدة القشيري ودخوله على النبي صلى الله عليه وسلم، وإجابة الله عز وجل دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ألجأه إلى القدوم عليه قدوم
أخبرنا أبو طاهر الفقيه من أصل كتابه، أنبأنا حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان، أحمد بن يوسف، حدثنا عمر بن عبد الله بن رزين، حدثنا سفيان، لفظا، عن داود الوراق، عن سعد بن حكيم، عن أبيه، عن جده معاوية بن حيدة القشيري، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما دفعت إليه، قال: "أما إني سألت الله عز وجل أن يعينني عليكم بالسنة تحفيكم وبالرعب أن يجعله في قلوبكم" ، قال: فقال بيديه جميعا، أما إني قد حلفت هذا وهكذا ألا أؤمن بك ولا أتبعك فما زالت السنة تحفيني، وما زال الرعب يجعل في قلبي حتى قمت بين يديك، أفبالله الذي أرسلك، أهو أرسلك بما تقول؟ قال: "نعم" ، قال: وهو أمرك بما تأمر؟ قال: "نعم" ، قال: فما تقول في نسائنا؟ قال: "هن حرث لكم فائتوا حرثكم أنى شئتم، وأطعموهم مما تأكلون واكسوهم مما تلبسون، ولا [ ص: 379 ] تضربوهم ولا تقبحوهم" ، قال: أفينظر أحدنا إلى عورة أخيه إذا اجتمعا؟ قال: "لا" ، قال: فإذا تفرقا، قال: " فضم رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى فخذيه على الأخرى ثم قال: "الله أحق أن تستحيوا" ، قال: وسمعه يقول: "يحشر الناس يوم القيامة عليهم الفدام فأول ما ينطق من الإنسان كفه وفخذه".