أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ، أنبأنا حدثنا الحسن بن محمد بن إسحاق، حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء، حدثنا مهدي بن ميمون، محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن بشر بن شغاف الضبي، قال: كنا جلوسا مع يوم الجمعة، فقال: عبد الله بن سلام فيه خلق "إن" أعظم أيام الدنيا يوم الجمعة، آدم، وفيه تقوم الساعة، وإن أكرم خليقة الله على الله أبو القاسم صلى الله عليه وسلم، قلت: رحمك الله، فأين الملائكة؟ قال: فنظر إلي وضحك، فقال: يا ابن أخي، وهل تدري ما الملائكة؟ إنما الملائكة خلق كخلق الأرض، وخلق السماء، وخلق السحاب، وخلق الجبال، وخلق الرياح، وسائر الخلائق وإن أكرم الخلائق على الله: أبو القاسم صلى الله عليه وسلم، وإن الجنة في السماء وإن النار في الأرض، فإذا كان يوم القيامة، بعث الله الخلائق أمة أمة، ونبيا نبيا، حتى يكون أحمد وأمته آخر الأمم مركزا، [ ص: 486 ] قال: ثم يوضع جسر على جهنم، ثم ينادي مناد: أين أحمد وأمته؟ فيقوم وتتبعه أمته، برها وفاجرها، فيأخذون الجسر، فيطمس الله أبصار أعدائه، فيتهافتون فيها من يمين وشمال، وينجو النبي صلى الله عليه وسلم والصالحون معه، وتتلقاهم الملائكة يرونهم منازلهم من الجنة على يمينك، على يسارك، على يمينك، على يسارك، حتى ينتهي إلى ربه عز وجل، فيلقى له كرسي " وذكر الحديث في سائر الأنبياء.