[ ص: 201 ] باب ما جاء في إشارته على أبي هريرة الدوسي رضي الله عنه وغيره بما يكون سببا للحفظ وإجابة أبي هريرة رضي الله عنه إليه، وتحقيق الله سبحانه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ظهر فيه من آثار النبوة.
أخبرنا ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي حاجب بن أحمد الطوسي ، حدثنا محمد بن يحيى ، حدثنا أنبأنا عبد الرزاق، معمر، عن الزهري، عن الأعرج، في قوله عز وجل: إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى الآية، قال، إنكم تقولون: أكثر أبو هريرة: عن النبي صلى الله عليه وسلم، والله الموعد، وإنكم تقولون: ما بال المهاجرين والأنصار لا يحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الأحاديث؟ وما بال الأنصار لا يحدثون بهذه الأحاديث؟ وإن أصحابي من المهاجرين كان تشغلهم صفقاتهم في الأسواق، وإن أصحابي من الأنصار كانت تشغلهم أرضوهم والقيام عليها، وإني كنت امرءا مسكينا، وكنت أكثر مجالسة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحضر إذا غابوا، وأحفظ إذا نسوا، وإن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا يوما فقال: "من يبسط ثوبه حتى أفرغ من حديثي، ثم يقبضه إليه، فإنه لن ينسى شيئا سمعه مني أبدا" ، قال: فبسطت ثوبي أو قال نمرتي، ثم حدثنا فقبضته إلي، فوالله ما نسيت شيئا سمعته منه، وايم الله لولا أنه في كتاب الله ما حدثتكم بشيء أبدا، ثم تلا: أبو هريرة إن الذين يكتمون الآية كلها. قال
رواه مسلم في الصحيح، عن عن عبد بن حميد، وأخرجاه من أوجه أخر، [ ص: 202 ] وروينا في كتاب المدخل ما روي عن عبد الرزاق في دعائه ومسألته علما لا ينسى، وتأمين النبي صلى الله عليه وسلم على دعائه، وما روي عن أبي هريرة طلحة بن عبيد الله وغيره في تصديقه.