ذكر مكة فتحت عنوة الأخبار التي احتج بها من قال: إن
6316 - حدثونا عن ، حدثنا هشام بن عمار عبد الحميد، حدثنا ، حدثنا الأوزاعي ، حدثني يحيى بن أبي كثير أبو سلمة ، حدثني قال: أبو هريرة مكة قتلت هذيل رجلا من بني ليث بقتيل لهم في الجاهلية، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليها رسوله والمؤمنين، إنها لا تحل لأحد قبلي، ولن تحل لأحد بعدي، وإنما أحلت لي ساعة من نهار وإنها ساعتي هذه...." لما فتحت وذكر الحديث .
6317 - حدثنا ، حدثنا محمد بن إسماعيل عفان ، حدثنا ، عن حماد بن سلمة ثابت ، عن عبد الله بن رباح قال: معاوية وفينا ، فكان يلي طعام القوم كل يوم رجل منهم قال: فكان يومي فاجتمع القوم عندي ولما يدرك طعامهم فقلت: يا أبو هريرة ، لو حدثت القوم بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يدرك طعامهم قال: فقال أبا هريرة : شهدت مع رسول الله يوم الفتح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبو هريرة ، ادع الأنصار" فدعوتهم فجاؤوا يهرولون، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أترون أوباش أبا هريرة قريش إذا لقيتموهم غدا فاحصدوهم حصدا" وأشار عفان كأنه يحتش شيئا ثم موعدكم الصفا، واستعمل على المجنبة اليمنى، خالد بن الوليد على المجنبة [ ص: 384 ] اليسرى، واستعمل والزبير بن العوام أبا عبيدة على البياذقة في بطن الوادي قال عفان : البياذقة هم الحسر، وهم الذين ليس عليهم سلاح، فلما كان الغد لقيناهم فلم يشرف لهم أحد إلا أناموه، وفتح لرسول الله فجاء حتى صعد الصفا وجاءت الأنصار فأطافوا بالصفا، فجاء أبو سفيان فقال: يا رسول الله، (أبيحت) خضراء قريش لا قريش بعد اليوم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من دخل داره فهو آمن، ومن ألقى سلاحه فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن". فقالت الأنصار: أما الرجل فقد أخذته رأفة بعشيرته ورغبة في قريته، ونزل عليه الوحي فلما سري عن رسول الله قال: "يا معشر الأنصار قلتم: أما الرجل فقد أدركته رأفة بعشيرته ورغبة في قريته فما اسمي إذا، أنا عبد الله ورسوله وهاجرت إلى الله وإليكم فالمحيا محياكم والممات مماتكم" فقالت الأنصار: ما قلنا ذلك إلا ضنا بالله وبرسوله. قال: "فإن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم" وفدنا إلى .
قال : قالوا: فكيف يجوز أن يكون أبو بكر مكة صلحا وهو يأمرهم أن يحصدوهم حصدا، وهذا يستحيل أيجوز لأحد أن يظن بالنبي صلى الله عليه وسلم أنه أمنهم دخوله بمر الظهران أو قبل دخوله مكة ثم نقض ذلك، أو يكون وعدهم وعدا ثم أخلف ذلك، هذا غير جائز ما يحل [ ص: 385 ] لمسلم أن يظن هذا به، ومما يدل على صحة هذا القول قوله لأم هانئ فلولا أن "قد أجرنا من أجرت" مكة فتحت عنوة ما كان لقوله لها معنى إذا كان الأمان قد وقع لهم جميعا .
6318 - حدثنا حدثنا عباس بن محمد الدوري، عبد الله بن عبد المجيد، حدثنا ، عن ابن أبي ذئب المقبري، عن أبي [مرة] مولى عقيل بن أبي طالب، عن قالت: أجرت حموين لي مشركين فدخل أم هانئ بنت أبي طالب فتفلت عليهما ليقتلهما وقال: تجيرين المشركين. قالت: فقلت لا والله لا تقتلهما حتى تبدأ بي قبلهما ثم خرج فقلت: أغلقوا دونه وذهبت إلى خباء رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسفل الثنية فلم أجده ووجدت فيه علي بن أبي طالب فقلت لها: ماذا لقيت من ابن أمي فاطمة علي ، أجرت حموين لي من المشركين، فتفلت عليهما ليقتلهما وقال: لم تجيرين المشركين؟! قالت: إلى أن اطلع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه رهجة الغبار فقال "مرحبا بأم هانئ" وعليه ثوب واحد فقلت: يا رسول الله، ماذا لقيت من ابن أمي علي ، ما كدت أن أنفلت منه، أجرت حموين لي من المشركين، فتفلت عليهما ليقتلهما قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثم أمر "ما كان ذلك له قد أمنا من أمنت وأجرنا من أجرت"، فسكبت له غسلا فاغتسل، ثم صلى ثماني ركعات في ثوب واحد مخالف بين طرفيه وذلك ضحى في فتح فاطمة مكة . [ ص: 386 ]
قال : واحتجوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: أبو بكر أبي سفيان فهو آمن، ومن ألقى سلاحه فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن" واحتجوا بقتل "من دخل دار ابن خطل ولو دخلها النبي صلى الله عليه وسلم صلحا ما قتل أحدا، وقال: فإن احتج محتج بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرو عنه، أنه خمسها فاستدللنا بتركه أن يخمسها على أنها فتحت صلحا إذ لو كان فتحها عنوة لخمسها كما خمس خيبر ، وكذلك لم يسترق أهلها فدل على أنه فتحها صلحا .
قال: فيقال له: قد اختلف الناس في استرقاق العرب فيحتمل أن يقول قائل إن فلذلك لم يسترقهم. قيل: قد قال قوم: إن العرب لا يسترقون وله أن يقف عن ذلك على قدر ما يرى من المصلحة، ولعل النبي صلى الله عليه وسلم قد خمسها وإن لم يرو لنا ذلك، وهذا أولى الأشياء ظنا بالنبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يتخلف عن شيء من أمر الله، وقد يجوز أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم خمسها فاستغنى الناس بكتاب الله عن أن يحكوا ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . للإمام أن يخمس القرى إذا فتحها،
6319 - حدثنا ، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثنا سعيد بن منصور عن أبيه عن معتمر بن سليمان أبي عثمان عن [ ص: 387 ] قال: أبي برزة الأسلمي ابن خطل وهو متعلق بأستار الكعبة . قتل
6320 - حدثنا أبو أحمد قال: أخبرنا ، حدثنا جعفر بن عون ، عن زكريا بن أبي زائدة عامر، عن الحارث بن مالك بن البرصاء قال: مكة : "لا تغزى بعدها إلى يوم القيامة" . سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يوم فتح
6321 - حدثنا أبو أحمد قال: أخبرنا قال: حدثنا جعفر بن عون زكريا عن عامر، عن عبد الله بن مطيع [عن أبيه] قال: مكة يقول: "لا يقتل قرشي صبرا بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة" قال: "ولم يدرك الإسلام من عصاة قريش إلا مطيع"، كان اسمه العاص فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم مطيعا . رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح [ ص: 388 ]