ذكر إباحة بيع ماء البئر التي تكون في ملك الإنسان في القرب للطهارة وللشرب وبيع الآبار
7957 - حدثنا قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، قال: حدثنا أبو نصر التمار، عبيد الله بن عمر، عن عن زيد بن أبي أنيسة، أبي إسحاق، عن قال: أبي عبد الرحمن السلمي، عثمان، وأحيط بداره أشرف على الناس، فقال: هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم [حين] انتفض بنا حراء قال: "اثبت حراء، فليس عليك إلا نبي، أو صديق، أو شهيد؟ " فقالوا: اللهم نعم. قال: نشدتكم بالله! هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في غزوة العسرة: "من ينفق نفقة متقبلة" - والناس يومئذ معوزون مجهودون - فجهزت ذلك الجيش من مالي؟ قالوا: اللهم نعم. قال: نشدتكم بالله: هل تعلمون أن رومة لم يكن يشرب منها أحد إلا بثمن، فابتعتها بمالي، فجعلتها للغني والفقير وابن السبيل؟ قالوا: اللهم نعم، في أشياء عددها . لما حصر
قال وإنما أبو بكر: عثمان بئر رومة بعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي هذا دليل على إباحة أن اشترى والله أعلم . يبيع الرجل فضل ماء بئره في الحضر،
قال وإذا جاز بيع الآبار - وفيها منافع لا يوقف على مقاديرها - جاز أبو بكر: ولو وجب رد بيع بعض ذلك [ ص: 136 ] لوجب منع بيع الجميع، والسنة دالة على إجازة بيع ذلك . بيع القنى والعيون بحقوقها،
7958 - حدثنا قال: حدثنا محمد بن إسماعيل عفان، حدثنا قال: حدثنا أبو عوانة حصين، عن عمرو بن جاوان قال عفان : كذا قال، والناس تقول: عمر، قال: قلت لم كان اعتزال الأحنف بن قيس؟ قال: قال الأحنف بن قيس: فلما دنا منهم قيل: هذا انطلقنا حجاجا، فمررنا بالمدينة، فبينا نحن نضع رحالنا إذ أتانا آت فقال: قد فزع الناس في المسجد، فانطلقت أنا وصاحبي، فإذا الناس مجتمعون على نفر في وسط المسجد، فتخللتهم حتى وقفت عليهم، فإذا علي والزبير وطلحة وسعد قعود، فلم يكن بأسرع من أن جاء عثمان بن عفان يمشي في المسجد عليه ملية صفراء قد رفعها على رأسه، فقلت لصاحبي: كما أنت حتى تنظر ما جاء به، ابن عفان، فقال: هاهنا علي؟ قالوا: نعم، قال: هاهنا الزبير؟ قالوا نعم، قال هاهنا طلحة؟ قالوا: نعم، قال: هاهنا سعد؟ قالوا: نعم قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو! أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من يبتاع مربد فلان غفر الله له" فابتعته - قال: حسبت أنه قال بعشرين ألفا أو بخمسة وعشرين ألفا - فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني قد ابتعته فقال: "اجعله في مسجدنا وأجره لك" . [ ص: 137 ]
قالوا: نعم. قال: أنشدكم الله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله قال: "من يبتاع بئر رومة غفر الله له"، فابتعتها بكذا وكذا فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: قد ابتعت بئر رومة فقال: "اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك؟ " قالوا: نعم. قال: فأنشدكم الله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر في وجوه القوم يوم جيش العسرة، فقال: "من يجهز هؤلاء غفر الله له"، فجهزتهم حتى ما يفقدون خطاما ولا عقالا؟ قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد، اللهم اشهد، اللهم اشهد، ثم انصرف .