ذكر صلاة الجمعة في مكانين من المصر
اختلف أهل العلم في الجمعة تصلى في مكانين من المصر.
فقالت طائفة: كان لا جمعة إلا في المسجد الأكبر، يقول: لا جمعة إلا في المسجد الأكبر الذي يصلي فيه الإمام. ابن عمر
1855 - حدثنا الربيع، قال: ثنا ، قال: أخبرني ابن وهب أسامة ، عن نافع ، قال: كان يقول: ابن عمر [ ص: 127 ] "لا جمعة إلا في المسجد الأكبر الذي يصلي فيه الإمام".
وسئل ، عن إمام بلد نزل فيها في أقصى مالك المدينة ، فصلى بمكانه الجمعة، فاستخلف خليفة على القصبة، فصلى بهم، فتكون جمعتان في مدينة واحدة في يوم واحد؟ فقال : لا أرى الجمعة إلا لأهل القصبة؛ لأنه ترك الجمعة في موضعها. مالك
وقالت طائفة: من جمع أولا بعد الزوال فهي الجمعة، هذا قول ، وقال الشافعي : الاحتياط أن يجمع مع من جمع أولا؛ لأنه إن جمع مع الثاني لم يجزه في قول من لا يرى في المصر إلا جمعة . إسحاق
وحكي عن النعمان أنه قال: لا يجمع في مكانين في مصر ، وحكي عن يعقوب أنه فرق بين بغداد، وبين غيرها من الأمصار بالنهر الذي يشقها، فأجاز أن يجمع ببغداد في الجانبين جميعا، وأبى أن يجيز ذلك في سائر المدن.
وأنكر غيره ما قال، وقال: بغداد مصر واحد، وقال: ألا ترى أن المسافر لا يقصر الصلاة، وإن خرج من إحدى الجانبين إلى الجانب الآخر حتى يفارق بيوت بغداد؟ ولو حلف وهو في إحدى الجانبين أن لا يبيت ببغداد ، حنث إن بات في أي الجانبين بات منها. [ ص: 128 ]
قال : وقد احتج بعض من قال بأن أبو بكر بأن الناس لم يختلفوا أن الجمعة لم تكن تصلى في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي عهد الخلفاء الراشدين، إلا في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، ويعطل سائر المساجد، وفي تعطيل الناس الصلاة في مساجدهم يوم الجمعة لصلاة الجمعة، واجتماعهم في مسجد واحد، أبين البيان بأن الجمعة خلاف سائر الصلوات، وأن الجمعة لا تصلى إلا في مكان واحد. الجمعة لا تصلى إلا في مكان واحد من المصر،
وروي عن عطاء قول لا أعلم أحدا قال به، قال : قلت ابن جريج لعطاء : أرأيت أهل البصرة لا يسعهم المسجد الأكبر، كيف يصنعون؟ قال: لكل قوم مسجد يجتمعون فيه، قلت: أفحق عليهم التجميع في مساجدهم، ثم يجزئ ذلك عنهم من التجميع في المسجد الأكبر إذا لم يسعهم؟ قال: نعم.
قال : قول أبو بكر حسن. الشافعي