ذكر الخبر الذي احتج به من قال إن النبي صلى الله عليه وسلم إنما حول رداءه فجعل الأيمن على الأيسر والأيسر على الأيمن لما ثقل عليه فاشتد عليه أن يجعل أعلاه أسفله
2218 - حدثنا نصر بن زكريا ، ثنا أبو رجاء ، قال: نا ، عن عبد العزيز بن محمد ، عن عمارة بن غزية عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد ، قال: "استسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه خميصة له سوداء، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأخذ أسفلها فيجعله أعلاها، فلما ثقلت عليه قلبها على عاتقه".
وقد اختلفوا في تحويل الرداء فكان يقول: إذا فرغ من الصلاة في الاستسقاء خطب الناس قائما يدعو في خطبته مستقبل [ ص: 371 ] الناس وظهره إلى القبلة والناس مستقبلوه، فإذا استقبل القبلة حول رداءه وجعل ما على يمينه على شماله، وما على شماله على يمينه، ودعا قائما واستقبل الناس جميعا القبلة كما استقبلها الإمام قعودا، وحولوا أرديتهم جميعا كما حول الإمام، فإذا فرغ مما يريد من الدعاء استقبل الناس بوجهه ثم انصرف. مالك
وممن كان يرى أن يجعل اليمين الشمال والشمال اليمين ، أحمد بن حنبل ، وحكي ذلك عن وأبو ثور ، ابن عيينة ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وكان وإسحاق بن راهويه يقول بذلك إذ هو الشافعي بالعراق ثم رجع عنه.
وفيه قول ثان قاله آخر قوليه، قال: آمر الإمام أن ينكس رداءه فيجعل أعلاه أسفله، ويزيد مع نكسه فيجعل شقه الذي كان على منكبه الأيمن على منكبه الأيسر، والذي على منكبه الأيسر على منكبه الأيمن، فيكون قد جاء بما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم من نكسه وبما فعل من تحويل الرداء. الشافعي
وفيه قول ثالث: قاله محمد بن الحسن ، قال محمد: ويقلب الإمام رداءه كله، وقلبه أن يجعل جانبه الأيسر على الأيمن والأيمن على الأيسر، وإنما يتبع في هذا السنة والآثار المعروفة، وليس ذلك على [ ص: 372 ] من خلف الإمام، قال كان أبو الزناد: عمر بن عبد العزيز قال: ولم يكن الناس يحولون أرديتهم. يحول رداءه في الاستسقاء،